كفرالزيات
اهلا وسهلا بكم في منتديات كفرالزيات ونورتونا وانشاء الله دايما تزورونا
كفرالزيات
اهلا وسهلا بكم في منتديات كفرالزيات ونورتونا وانشاء الله دايما تزورونا
كفرالزيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع ومنتديات كفرالزيات ترحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابويحيى
المدير العام
المدير العام
ابويحيى


اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ 454317343
اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ 990562408
عدد المساهمات : 1017
نقاط : 9448
تاريخ التسجيل : 21/11/2010

اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ Empty
مُساهمةموضوع: اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............   اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 29, 2010 11:08 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



تفضلوا ........




ثلاثية أطفال الحجارة

1
بَهروا الدُنيا
وما في يدِهِمْ إلا الحجارةْ
وأضاءوا كالقَناديلِ
وجاءوا كالبشارةْ
قاوَموا وانْفجَروا واسْتَشْهدوا
وبقينا دِبَبَاً قُطْبيْةً
صُفِّحَتْ أجْسادُها ضِدَّ الحرارةْ
قاتلوا عنَّا إلى أنْ قُتلوا
وبَقينا في مَقاهينا
كبُصاقِ المَحارَةْ
واحدٌ
يبحثُ منا عنْ تجارةْ
واحدٌ
يطلبُ ملياراً جديداً
وزواجاً رابعاً
ونُهوداً صَقَلَتْهُنَّ الحضارةْ
واحدٌ
يبحثُ في لندنٍ عنْ قصْرٍ مَنيفٍ
واحدٌ
يَعْمَلُ سِمْسارَ سلاحٍ
واحدٌ
يطْلُبُ في الباراتِ ثارهْ
واحدٌ
يبحثُ عنْ عَرْشٍ وَجَيْشٍ
وإمارةْ
آه يا جيلَ الخياناتِ
ويا جيلَ العُمولاتِ
ويا جيلَ النِفاياتِ
ويا جيلَ الدعارةْ
سَوْفَ يَجْتاحُكَ مَهْما أبْطأَ التاريخُ
أطفالُ الحجارةْ
2
يا تلاميذَ غَزَّةٍ
عَلِّمونا
بعْضَ ما عِنْدكُمْ
فَنَحْنُ نَسينا
عَلِّمونا
بأنْ نكونَ رجالاً
فلدينا الرجالُ
صاروا عَجينا
عَلِّمونا
كيْفَ الحِجارَةُ تَغْدو
بَيْنَ أَيْدي الأطفالِ
ماساً ثَمينا
كَيْفَ تَغْدو
دَرَّاجةُ الطِفْلِ لُغْماً
وَشَريطُ الحَريرِ
يَغْدو كَمينا
كَيْفَ مَصَّاصَةُ الحَليبِ
إذا ما اعْتقلوها
تَحَوَّلتْ سِكِّينا
يا تلاميذَ غَزَّةٍ
لا تُبالوا
بإِذاعَاتِنا
ولا تَسْمَعونا
اضْرَبوا
اضْرَبوا
بِكُلِّ قِواكُمْ
واحْزموا أَمْركُمْ
ولا تَسْألونا
نَحْنُ أهلُ الحسابِ والجَمْعِ والطَّرْحِ
فخُوضوا حُروبَكُمْ واتْركونا
إنَّنا الهارِبونَ
منْ خِدمةِ الجيشِ
فهاتوا حِبالَكُمْ واشْنقونا
نحنُ مَوْتى لا يمْلكونَ ضَريحاً
ويَتَامى لا يملكونَ عُيونا
قدْ لزِمنا جُحورنا
وطلبنا مِنْكُمُ
أنْ تُقاتلوا التنينا
قَدْ صَغُرْنا أمامَكُمْ ألفَ قرْنٍ
وَكَبُرْتُمُ خلالَ شَهْرٍ قُرونا
يا تلاميذَ غَزَّةٍ لا تَعودوا
لكِتاباتِنا ولا تَقْرؤونا
نحْنُ آباؤكُمْ
فلا تُشْبِهونا
نحْنُ أصْنامُكُمْ
فلا تَعْبُدونا
نَتَعاطى القاتَ السِّياسيَّ والقَمْعَ
ونبْني مَقابِراً وسُجونا
حَرِّرونا منْ عُقْدَةِ الخَوْفِ فينا
واطْرُدوا مِنْ رُؤوسنا الأَفْيونا
عَلِّمونا فَنَّ التَشَبُّثِ بالأَرْضِ
ولا تَتْركوا
المسيحَ حَزينا
يا أحِبَّاءنا الصِّغارَ
سلاما
جعلَ اللهُ يَوْمكُمْ ياسَمينا
منْ شُقُوقِ الأَرْضِ الخَرَابِ طَلَعْتُمْ
وزَرَعْتُمُ جِراحَنا نِسْرينا
هذهِ ثَوْرةُ الدَّفاتِرِ والحِبْرِ
فكونوا على الشِّفاهِ
لُحونا
أمْطِرونا بُطُولةً وشُموخا
واغْسِلونا مِنْ قُبْحِنا
اغْسِلونا
لا تَخافوا موسى
ولا سِحْرَ موسى
واسْتَعِدوا
لتَقْطُفوا الزَيْتونا
إنَّ هذا العَصْرَ اليَهوديَّ وَهْمٌ
سَوْفَ يَنْهارُ
لوْ مَلَكْنا اليَقينا
يا مَجانينَ غزَّةٍ
ألفَ أهلاً بالمجانينِ
إنْ هُمُ حَرَّرونا
إن عَصْرَ العَقْلِ السِّياسيِّ
ولَّى مِنْ زمانٍ
فَعَلِّمونا الجُنونا
3
يَرْمي حجراً
أوْ حَجَرَيْنْ
يَقْطَعُ أفْعى إسرائيلَ إلى نِصْفَيْنْ
يَمْضَغُ لَحْمَ الدَّباباتِ ويَأتينا
منْ غيرِ يدينٍ في لحظاتٍ
تَظْهَرُ ارْضٌ فَوْقَ الغَيْمِ
ويولدُ وَطَنٌ في العَيْنَيْنِ
في لحظاتٍ
تَظْهرُ حَيْفا
تَظْهرُ يافا
تَأْتي غَزَّةٌ في أمْواجِ البَحْرِ
تُضيءُ القُدْسَ
كمِئْذَنةٍ بَيْنَ الشَّفَتَيْنِ
يَرْسُمُ فَرَساً
مِنْ ياقوتِ الفَجْرِ
وَيَدْخُلُ كالإسْكَنْدَرِ ذي القَرْنَيْنِ
يَخْلعُ أَبْوابَ التَّاريخِ
وَيُنْهي عَصْرَ الحشَّاشينَ
ويُقْفلُ سوقَ القوَّادينَ
وَيَقْطَعُ أيْدي المُرْتَزِقينَ
ويُلْقي تِرْكةَ أَهْلِ الكَهْفِ
عَنِ الكَتِفَيْنِ
في لَحَظاتٍ
تَحْبَلَ أشْجارُ الزَّيْتونِ
يَدُرُّ حليبٌ في الثَّدْيَيْن
يَرْسُمُ أرْضاً في طَبَريا
يَزْرَعُ فيها سُنْبُلَتَيْن
يَرْسُمُ بَيْتاً فَوْقَ الكَرْمَلِ
يَرْسُمُ أُمَّاً تَطْحَنُ عِنْدَ البَابِ
وفِنْجانَيْن
في لَحَظاتٍ تَهْجُمُ رائِحةُ اللَّيْمونِ
ويولَدُ وَطَنٌ في العَيْنَيْن
يرْمي قَمَراً مِنْ عَيْنَيْهِ السَّوْداوَيْنِ
وقدْ يرْمي قَمَرَيْن
يرْمي قلَماً
يرْمي كُتُباً
يرْمي حِبْراً
يرْمي صَمْغاً
يرْمي كُرَّاساتِ الرَّسْمِ
وفُرْشاةَ الأَلْوانْ
تَصْرُخُ مَرْيَمُ يا وِلداهُ
وتأْخذُه بيْنَ الأحْضانْ
يَسْقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ
يولَدُ آلافُ الصِّبْيانْ
يَكْسِفُ قَمَرٌ غَزَّاويٌّ
في لحظاتٍ
يَطْلعُ قَمَرٌ مِنْ بيسانْ
يَدْخُلُ وَطَنٌ للزِنْزانَةِ
يولَدُ وَطَنٌ في العيْنَيْنِ
يَنْفضٌ عنْ نَعْلَيْهِ الرَّمْل
ويَدْخُلُ في مَمْلكَةِ الماءْ
يَفْتحُ أُفُقاً آخر
يُبْدِعُ زَمَناً آخر
يَكْتُبُ نَصَّاً آخر
يَكْسِرُ ذاكرةَ الصَّحْراءْ
يَقْتلُ لُغةً مُسْتهْلَكةً
مُنْذُ الهمْزَةِ حتَّى الياءْ
يَفْتَحُ ثُقْباً في القاموسِ
ويُعْلنُ موْتَ النَّحْوِ
ومَوْتَ قصائِدنا العصْماءْ
يَرْمي حجراً
يبْدأُ وَجْهُ فلسطينَ
يَتَشَكَّلُ مثلَ قصيدةِ شِعْرٍ
يَرْمي الحجرَ الثاني
تَطْفو عكَّا فوقَ الماءِ قصيدةَ شِعْر
يَرْمي الحجرَ الثالثَ
تَطْلُعُ رامَ الله بنفْسَجةً منْ ليْلِ القَهْرْ
يَرْمي الحجرَ العاشرَ
حتَّى يَظْهرَ وَجْهُ اللهِ
ويَظْهرُ نورُ الفجْر
يَرْمي حَجَرَ الثَّوْرةِ
حتَّى يَسْقُطَ آخرُ فاشِسْتيٍ
مِنْ فاشِسْتِ العَصْرْ
يَرْمي
يَرْمي
يَرْمي
حتَّى يَقْلَعَ نَجْمَةَ داوودٍ
بِيَدَيْهِ
وَيَرْميها في البَحْرْ
تَسْأَلُ عَنْهُ الصُّحُفُ الكُبْرى
أيُّ نَبيٍ هذا القادِمُ مِنْ كَنْعانْ ؟
أيُّ صَبيٍ
هذا الخارِجُ مِنْ رَحِمِ الأَحْزانْ ؟
أيُّ نَباتٍ أُسْطوريٍّ
هذا الطَّالعُ مِنْ بَيْنِ الجُدْرانْ ؟
أيُّ نُهورٍ مِنْ ياقوتٍ
فاضَتْ مِنْ ورقِ القُرآنْ ؟
يَسْألُ عَنْهُ العَرَّافونَ
ويَسْألُ عَنْهُ الصوفِيُّونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ البوذِيُّونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ مُلوكُ الجانْ
مَنْ هذا الولَدُ الطَّالعُ
مِثْلَ الخَوْخِ الأَحْمَرِ
مِنْ شَجَرِ النِّسْيانْ ؟
مَنْ هوَ هذا الوَلَدُ الطَّافِشُ
مِنْ صُوَرِ الأجْدادِ
ومِنْ كَذبِ الأحفادْ
وَمِنْ سِرْوالِ بني قَحْطانْ ؟
مَنْ هوَ هذا الباحِثُ
عَنْ أَزْهارِ الحُبِّ
وَعَنْ شَمْسِ الإنْسانْ ؟
وَمَنْ هوَ هذا الوَلَدُ المُشْتَعِلُ العَيْنَيْنِ
كآلِهَةِ اليونانْ ؟
يَسْألُ عَنْهُ المضْطهدونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ المقْموعونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ المنْفيُّونَ
وَتَسْألُ عَنْهُ عصافيرٌ خَلْفَ القُضْبانْ
مَنْ هوَ هذا الآتي
مِنْ أوْجاعِ الشَّمْعِ
ومِنْ كُتُبِ الرُّهْبانْ ؟
مَنْ هوَ هذا الوَلَدُ
التَبْدَأُ في عَيْنيهِ
بِدايَاتُ الأكْوانْ ؟
مَنْ هوَ
هذا الولَدُ الزَّارعُ
قَمْحَ الثَّوْرةِ
في كُلِّ مكانْ ؟؟
يَكْتُبُ عَنْهُ القَصَصِيُّونَ
ويَرْوي قِصَّتهُ الرُكْبانْ
مَنْ هوَ هذا الطِّفْلُ الهارِبُ مِنْ شِلَلِ الأَطْفالِ
وَمِنْ سوسِ الكَلماتْ ؟
مَنْ هوَ ؟
هذا الطَّافِشُ مِنْ مَزْبَلَةِ الصَّبْرِ
وَمِنْ لُغَةِ الأَمْواتْ ؟
تَسْألُ صُحُفُ العالمِ
كَيْفَ صَبيٌّ مِثْلُ الورْدةِ
يَمْحو العالَمَ بِالمِمْحاةْ ؟
تَسْألُ صُحُفٌ في أَمْريكا
كَيْفَ صَبيٌّ غَزَّاوِيٌّ
حِيفاوِيٌّ
عَكَّاوِيٌّ
نَابُلْسِيٌّ
يَقْلبُ شاحنَةَ التَّاريخِ
وَيَكْسرُ بلْلَوْرَ التَّوْراةْ ؟؟


اعتزال التمثيل

هذا هوَ الواقِعُ يا عزيزَتي ..
بلا مساحيقَ ولا تَجْميلْ
فقرِّري .. ما شِئْتِ أنْ تُقَرِّري
فالجُرْحُ لا يَحْتَمِلُ التأجيلْ
لقدْ تَساوي حُبُّنا .. وكُرْهْنا
وأصْبَحَ البقاءُ كالرحيلْ
عزيزتي :
لقدْ قرأنا صُحُفُ الصَّباحِ مرَّتيْنْ
وقدْ تَطَلَّعْنا إلي السَّاعَةِ مرَّتيْنْ
وقدْ تصافَحْنا ـ كما أذْكُرُ ـ مرَّتينْ
ولمْ يَعُدْ أمامَنا ما نَفْعَلُ
فنَحْنُ مُنْذُ ساعَتيْنْ
يَقْتُلُنا الفراغُ والتَّمَلْمُلُ
أنا هُنا .. تَمْتَصُّني سجائري
وأنْتِ مُسْتَوْحِشَةٌ ..
بارِدَةُ اليَدَيْنْ ..
فحاوِلي أنْ تَفْهمي ..
أنَّ طُيورَ الحُبِّ لا تَطيرُ مَرَّتَيْنْ
فالحُبُّ يا صَديقَتي مُسافِرٌ
يأْتي إليْنا مرَّةً .. ويَرْحَلُ ..
هذا هوَ الواقِعُ يا عزيزَتي
بِحُلْوِهِ ، ومُرِّهِ
بخَيْرِهِ ، وشَرِّهِ
وَوَجْهِهِ القبيحِ والجَميلْ
أَعْرِضُهُ عليكِ في تَجَرُّدٍ
فأنتِ لستِ امرأةً ساذِجةً
ولا أنا أحْتَرِفُ التَّمْثيلْ
يا ليْتَنى أقْدِرُ يا صديقَتي
أنْ أُتْقِنَ التَّمْثيلْ ..




5 دقائق
اجلسي خمس دقائقْ
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوي خمس دقائقْ
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري
سوي خمس دقائقْ
فاعشقيني لدقائقْ
واختفي عن ناظري
بعد دقائقْ
لست أحتاج سوي علبة كبريتٍ
لإشعال ملايين الحرائقْ
إن أقوي قصص الحب التي أعرفها
لم تدمْ أكثر من خمس دقائقْ



22نيسان

المَسا ، شَلّالُ فَيْروزٍ ثَري
وبِعَيْنَيْكِ أُلوفِ الصُّوَرِ

وأنا مُنْتَقلٌ بَيْنَهُما
ضَوْءُ عَيْنَيْكِ وَضَوْءُ القَمَرِ

وبِعيْنَيْكِ مَرَايا اشْتَعَلَتْ
وبِحارٌ وُلِدَتْ مِنْ أَبْحُرِ

وانْفِتاحاتٌ على صَحْوٍ ..
على جُزُرٍ لَيْسَتْ بِبالِ الجُزُرِ

رِحْلَتي طالَتْ .. أَما مِنْ مِرْفأٍ
فيهِ أَرْسو عَسَليَّ الحَجَرِ ؟

أنا عَيْناكِ .. أنا كُنْتهُما
قَبْلَ بَدْءِ البَدْءِ قَبْلَ الأَعْصُرِ

أنا بَعْثَرْتُ نجومي فيهِما
زُمَرٌ تَسْألُني عَنْ زُمَرِ

ما المصابيحُ التي تَغْلي على
فَتْحَتَيْ عَيْنَيكِ إلا فِكَري

المشاويرُ التي لَمْ نَمْشِها
بَعْدُ تَدْعوكِ فلا تَفْتَكري

رَجَعَ الصّيْفُ لِعَيْنَيْكِ ولي
فالدُّنا مَرْسومَةٌ بالأَخْضَرِ

وَأَراجيحٌ لَنا مَعْقودَةً
إنْ تَمَسِّيها بهُدُبٍ .. تَطِرِ

نَحْنُ مَنْثورُ الرُّبي .. مَضْعفُها
شَهْقَةُ النَّجْماتِ في المنْحَدَرِ

تُعْرَفُ القِمَّةُ مِنْ طَرْزِها
بالأَغاني .. بِرفُوفِ الزَّهْرِ

إنَّهُ أَوَّلُ صَيْفٍ مَرَّ بي
وسِواهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عُمْري

مَنْ تَكونينَ ؟ أَيا أُغْنِيةً
دِفْؤها فَوْقَ احْتمالِ الوَتَرِ

أنْتِ يا وَعْداً بِصَحْوٍ مُقْبلٍ
بِعَطايا فَوْقَ وِسْعِ البَيْدَر

الثَّواني قَبْلُ عَيْنَيْكِ سُدى
وافْتِكارٌ بإِنائَيْ جَوْهَرِ

وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فَإِذا
بِكِ فَوْقَ المُرْتجى المُنْتَظَرِ

فَوْقَ ما يَحْلُمُ ثَلْجٌ بِذُرى
وتُرابٌ بِرُجوعِ المَطَرِ

لَوْ مَعي حُبُّكِ لاجْتَحْتُ الذُّرى
ولَحَرَّكْتُ ضَميرَ الحَجَرِ

ولَجمّعْتُ الدُّنا كلَّ الدُّنا
في عُرى هذا القَميصِ الأَحْمَرِ

فاتْرُكيهِ واتْرُكيني نَبَأً
لَمْ يَجُلْ بَعْدُ بِفِكْرِ المُضمَر

أيُّ فَضْلٍ لَكِ في الدُّنْيا إذا
أَنْتِ لَمْ تَحْتَرِقي كالشَّرَرِ

ضَلَّ إزْميلى إذا لَمْ تُصْبحي
قَمراً أوْ شُرْفَةً في قَمَري





أبو جهل يشتري « فليت استريت »
1
هلِ اخْتفتْ من لندنٍ ؟
باصاتُها الجميلةُ الحمراءْ
وصارتْ النوقُ التي جئْنا بها من يَثْرِبٍ
واسِطةَ الركوبِ,
في عاصِمةِ الضبابْ ؟
2
تسرْبَ البدو إلى
قصر بَكِنْغهامَ
وناموا في سرير الملكةْ
والانجليزُ, لملموا تاريخهمْ ..
وانصرفوا ..
واحترفوا الوقوفَ ـ مثلما كنا ـ
على الأطلالِ ..
3
ها هم بنو تَغْلَبٍ ..
في (سوهو) ..
وفي (فيكتوريا) ..
يُشمْرون ذيلَ دَشْداشاتِهِمْ
ويرقصونَ الجَازْ ..
4
هلْ أصْبحت انْجلْترا ؟
تصحو على ثَرْثرةِ البدو ..
وسيمفونيةِ النِعالْ ؟
5
هلْ أصبحتْ انجلترا ؟
تمشي على الرصيفِ, بالخُفِّ .. وبالْعِقالْ ؟
وتَكْتبُ الخَطَّ منَ اليمينِ للشمالْ ..
سُبْحانهُ مُغيُّرُ الأحْوالْ!!
6
عنترةٌ .. يبْحثُ طول الليلِ, عنْ رُوميَّةٍ
بيضاءَ كالزُبْدةْ ..
أوْ مَليسةِ الفخْذينِ .. كالهلالْ
يأْكُلها كبيضةٍ مَسْلوقةٍ
منْ غَيْرِ مِلْحٍ ـ في مدى دقيقةْ ـ
ويرْفعُ السروالْ!!
7
لمْ يبقَ في البارْكاتِ ..
لا بطٌ , ولا زهرٌ, ولا أعْشابْ
قد سَرَحَ الماعزُ في أرْجائِها
وفرَّتْ الطيورُ من سمائِها
وانْتصر الذبابْ ..
8
ها هُم بنو عبسٍ .. على مداخلِ الِمتْرو
يَعُبُّونَ كؤوسَ البيرةِ المُبَرَّدةْ ..
وينْهشونَ قطعةً ..
من نَهْدِ كلِّ سيدةْ ..
9
هلْ سَقطَ الكبارُ من كُتَّابنا
في بورصةِ الريالْ ؟
هل أصْبحتْ انجلترا عاصمةَ الخلافةْ ؟
وأصبح البترولُ يمشي ملكاً ..
في شارعِ الصحافةْ ؟
10
جرائدٌ ..
جرائدٌ ..
جرائدْ ..
تنتظر الزبونَ في ناصيةِ الشارعِ,
كالبَغايا ..
جرائدٌ, جاءتْ إلى لندنَ,
كيْ تُمارسَ الحريةْ ..
تحولتْ ـ على يدِ النِفْط ـ
إلى سبايا ..
11
جِئْنا لأوروبا ..
لكي نَشْربَ منْ منابعِ الحضارَةْ
جئنا .. لكيْ نبحثَ عن نافذةٍ بحْريةٍ
مِنْ بَعدِ ما سدوا علينا عنقَ المحارةْ
جئنا .. لكي نكتبَ حُرياتِنا
منْ بَعْدِ أنْ ضاقَتْ على أجْسادنا العبارةْ
لكننا .. حينَ امْتلكنا صُحُفاً,
تحولتْ نصوصُنا
إلى بيانٍ صادرٍ عَنْ غُرْفَةِ التجارةْ ..
12
جِئْنا لأوروبا
لكَيْ نَسْتَنْشِقَ الهَواءْ
جئنا .. لكَيْ نَعْرفَ ما ألْوانُها السَماءْ ؟
جئْنا .. هُروباً منْ سِياطِ القَهْرِ, والقَمْعِ,
ومنْ أذَى داحِسَ والْغَبْراءْ ..
لكنْنا .. لمْ نَتَأمَّلْ زَهْرةً جميلةْ
ولمْ نُشاهِدْ مَرَّةً, حَمامَةً بيضاءْ
وظَلَّتِ الصَّحْراءُ في داخِلنا ..
وظلَّتِ الصَّحراءْ ..
13
مِنْ كُلِّ صَوبٍ .. يهْجُمُ الجَرادْ
ويَأْكُلُ الشِّعْرَ الذي نَكْتبهُ ..
ويشْربُ المدادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يهجمُ (الايدزُ) على تاريخنا
ويحصدُ الأرواحَ, والأجسادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يُطْلقونَ نِفْطَهُمْ علينا
ويَقْتُلونَ أجْملَ الجيادْ ..
فكاتبٌ مُدَجَّنٌ ..
وكاتبٌ مُسْتَأْجَرٌ ..
وكاتبٌ يُباعُ في المزَادْ
هلْ صارَ زيتُ الكازِ في بلادنا مُقدَّساً ؟
وصارَ للْبِتْرولِ في تاريخِنا, نُقْادْ ؟
14
للواحدِ الأَوْحَدِ .. في عَلْيائِهِ
تَزْدانُ كلُّ الأَغْلفَةْ ..
وَتُكْتبُ المدائِحُ المُزَيَّفةْ ..
ويزْحفُ الفِكْرُ الوصُوليُّ على جَبينِهِ
ليَلْثُمَ العَباءَةَ المُشَرَّفةْ ..
هلْ هذهِِ صحافةٌ ..
أمْ مكْتبٌ للصَّيْرفَةْ ؟
15
كلُ كلامٍ عِندهُمْ , مُحَرَّمٌ
كلُّ كتابٍ عندهمْ, مَصْلوبْ
فكيفَ يسْتوعبُ ما نكْتُبهُ ؟
منْ يقْرأُ الحروفَ بالمقلوبْ!!
16
على الذي يُريدُ أنْ يفوزَ
في رِئاسةِ التَّحْريرْ ..
عَليهِ .. أنْ يبوسَ رُكْبةَ الأَميرْ ..
عليهِ .. أنِْ يمْشي على أَرْبعةٍ
كيْ يَرْكبَ الأَميرْ!!
17
لا يَبْحثُ الحاكِمُ في بلادِنا
عنْ مُبْدعٍ ..
وإنْما يبْحثُ عن أجيرْ ..
18
يُعْطي طويلَ العُمْرِ .. للصَّحافةِ المُرْتَزِقَةْ ..
مَجْموعةً منَ الظُروفِ المُغْلقَةْ ..
وبَعْدها ..
يَنْفجِرُ النباحُ ..
والشَّتائِمُ المُنسَّقَةْ ..
19
ما لِلْيساريْينِ مِنْ كُتَّابنا ؟
قدْ تَركوا ( لينينَ ) خَلْفَ ظَهْرِهِمْ
وقرْرَوا .. أنْ يَرْكبوا الجِمَالْ!!
20
جِئْنا لأوروبَّا ..
لكَيْ نَنْعمَ في حُرِّيْةِ التَّعْبيرْ
ونَغْسلَ الغُبارَ عنْ أجْسادِنا
ونَزْرعَ الأَشْجارَ في حَدائِقِ الضَّميرْ
فكَيفَ أصْبحْنا, مَعَ الأيّامِ ,
طَبَّاخينَ .. في مَضَافَةِ الْإسْكَنْدرِ الكبيرْ ؟؟
21
كُلُّ العصافيرِ التي
كانتْ تَشُقُّ زُرْقةَ السَّماءِ,
في بَيروتَ ..
وتَمْلأُ الأشْجارَ والبَيَادِرْ ..
قَدْ أحْرقَ البِتْرولُ كِبْرياءَها
وريشَها الجَميلَ .. والْحَناجِرْ ..
فَهْيَ على سُقُوفِ لنْدنٍ ..
تَموتْ ..
22
يَسْتعْمِلونَ الكاتِبَ الأخَيرَ .. في أَغْراضِهِمْ
كَرَبْطَةِ الحِذاءْ ..
وعِنْدما يَسْتَنْزفونَ حِبْرَهُ ..
وفِكْرَهُ ..
يَرْمونَهُ في الرِّيحِ, كَالأَشْلاءْ ..
23
هذا لهُ زاويةٌ يَوْميَّةٌ ..
هذا لهُ عَمودْ ..
والفارِقُ الوَحيدُ, فيما بَيْنهُمْ
طَريقةُ الرُّكوعِِ ..
والسُّجودْ ..
24
لا تَرْفَعِ الصَّوْتَ .. فأَنْتَ آمِنْ
ولا تُناقِشْ أبداً مُسدَّساً ..
أَوْ حاكِماً فَرْداً ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
وكُنْ بلا لَوْنٍ, ولا طَعْمٍ, ولا رائِحَةٍ ..
وكُنْ بلا رَأْيٍ ..
ولا قَضِيَّةٍ كُبْرى ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
واكْتُبِ الطَّقْسَ,
وعَنْ حُبوبِ مَنْعِ الحَمْلِ ـ إنْ شِئْتَ ـ
فأنْتَ آمِنْ ..
هذا هُوَ القانونُ في مَزْرعةِ الدَواجِنْ ..
25
كَيْفَ تُرى, نُؤَسِّسُ الكِتابةْ ؟
في مِثْلِ هذا الزَمَنِ الصَّغيرْ
والرَّمْلُ في عُيونِنا
والشَّمْسُ مِنْ قَصْديرْ
والكاتِبُ الْخَارِجُ عنْ طاعَتِهمْ
يُذْبَحُ كَالبَعيرْ ..
26
أيا طويلَ العُمْرِ:
يا منْ تَشْتري النساءَ بالأرطالْ ..
وتَشْتري الأقْلامَ بالأرْطالْ ..
لسْنا نريدُ أيَّ شيءٍ منكَ ..
فانْكَحْ جواريكَ كما تريدُ ..
واذبَحْ رعاياكَ كما تريدُ ..
وحاصِرِ الأمَّةَ بالنارِ .. وبالحديدْ ..
لا أحدٌ ..
يريدُ منكَ ملْكَكَ السَّعيدْ ..
لا أَحدٌ يريدُ أن يَسْرقَ منكَ جِبَّةَ الخِلافةْ ..
فاشْرب نبيذَ النفطِ عن آخرهِ ..
واتركْ لنا الثقافةْ ..



أبي
أماتَ أبوكَ ؟ ضلالٌ ..
أنا لا يموتُ أبي ..

ففي البيتِ منهُ
روائحُ ربٍّ .. وذِكْرَى نَبِي

هُنا ركنُهُ .. تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألفِ غُصنٍ صبي

جريدتُهُ ، تَبغُهُ ، مُتَّكاهُ
كأنَّ أبي ـ بَعْدُ ـ لَمْ يَذْهَبِ

وصَحْنُ الرَّمادِ .. وفنجانُهُ
على حالهِ .. بعدُ لم يُشرَبِ

ونَظَّارَتَاهُ .. أَيَسْلُو الزُجَاجُ
عيوناً أشفَّ منَ المغربِ

بقاياهُ، في الحُجُراتِ الفِساحِ
بقايا النُّسورِ على المَلْعَبِ

أَجُولُ الزوايا عليه ، فحيثُ
أمُرُّ .. أمُرُّ على مُعْشِبِ

أشدُّ يديهِ .. أميلُ عليهِ
أصلّي على صدرهِ المُتعَبِ

أبي .. لم يزلْ بينَنا ، والحديث
حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ

يسامرُنا ، فالدَّوالي الحُبَالَى
تَوالَدُ مِن ثغرِهِ الطيّبِ

أبي خَبَراً كانَ من جنّةٍ
ومعنى من الأرحَبِ الأرحبِ

وَعَيْنا أبي .. ملْجَأٌ للنُجومِ
فهلْ يذكرُ الشرقُ عينَيْ أبي ؟

بذاكرةِ الصّيفِ من والدي
كرومٌ ، وذاكرةُ الكوكبِ

أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيبٍ
وراءكَ يمشي ، فلا تتعبِ

على اسمكِ نَمْضي ، فمن طيّبٍ
شهيِّ المجاني ، إلى أطيَبِ

حَمَلْتُكَ في صَحْوِ عينيَّ .. حتّى
تهيّأَ للناسِ أنّي أبي

أشيلُكَ حتّى بنبرةِ صوتي
فكيفَ ذهبتَ .. ولا زلتَ بي ؟

إذا فُلَّةُ الدارِ أعطتْ لَدَينا
ففي البيتِ ألفُ فمٍ مُذهَبِ

فَتَحنا لتَمّوزَ أبوابَنا
ففي الصيفِ لا بُدَّ يأتي أبي






أثواب

ألوان أثوابها تجري بتفكيري
جري البيادر في ذهن العصافير

ألا سقى الله أياما بحجرتها
كأنهن أساطير الأساطير

أين الزمان وقد غصت خزانتها
بكل مستهتر الألوان معطور

فثم رافعة للنهد .. زاهية
إلي رداء يكون الوجد مسعور

إلى قميصي كشف الكم مغتلم
إلى وشاح هريق الطيب, مخمور

هل المخادع مثلي كسالفها
تزهو بكل لطيف الوشي منضور

وهل منامتك الصفراء .. ما برحت
تفتر عن طيب الأنفاس معطور

هل أنت أنت .. وهل مازلت هاجمة
النهدين .. مجلوة مثل التصاوير ؟

وصدرك الطفل .. هل أنسى مراسمه
وحلمات عليها قطرتا نور

وأين شعرك ؟ اطويه .. وانشره
ما بين منفلت حر .. ومضفور

إن المخدات بالأشواق سابحة
حيرى على ربوتي ضوء و بلور

وللغريزة لفتات مهيجة ..
لكل منحسر .. أو نصف مسحور

اهفوا إلى طيبك الجاري كما اجتمعت
على المنابع أعناق الشحارير ..



أجمل نصوصي
1
أنت النص الأجمل بين نصوصي .
أنت الجسد الراوي شعراً ..
أنت الجسد الصائغ أدبا.
أنت قوام تاريخي .
يروي قصصاً .
يعزف ناياً .
يكتب كتبا .
2
ماذا سوف أضيف إلى أمجادك
يا سيدتي ؟
أنت امرأة تقلق عصراً .
تقلق لغة .
تشعل في الكلمات اللهبا .
تطلع شمساً من عينيها .
تطلع قمحاً من إبطيها .
تطلع من سرتها ذهبا .
3
أنت امرأة ليست تنسى .
أنت الفرح الآتي من أشياء الأنثى .
أنت القمر الطالع من أعماق حقيبتها .
أنت الحجل النائم في طيات ضفيرتها ..
أنت السمك الراقص فوق مياه أصابعها
أنت الأصل .. وكل ذكور العالم
ليسوا فوق قميصك إلا زغبا !! ..
4
يا واحدتي :
إنك وجه إغريقي لا يتكرر .
حالة شعر لا تتكرر .
نوبة صرع لا تتكرر .
أنت ثقافة هذا العصر ..
وأنت الشعر ، وأنت النثر .
وأنت البر ، وأنت البحر .
وأنت فتافيت السكر .
أنت حضارة هذا الكون ،
وأنت الخير ، وأنت العدل ،
وأنت هلال الحب الأخضر ..
5
يا آتية من ألوان الطيف ..
ومن رائحة الصيف
ومن عبق الزعتر .
يا من نأكل من أشجار أنوثتها ..
يا من نقطف من شفتيها ..
لوزاً ..
خوخاً ..
تيناً ..
عنبا ..
6
شكراً ، يا سيدتي ، شكراً .
أنت ملأت يدينا رزقاً .
أنت ملأت دروب المنفى رطبا .
لو لم أبصر وطني الثاني في عينيك ..
لكانت هذي الدنيا كذبا ..
7
يا زارعة عمري شجراً .
يا مالئة ليى شهبا .
لولا حبك ..
كان القلب جليداً ..
كان العالم خشباً !!..



أحبك
احبك حتى يتم انطفائي
بعينين .. مثل اتساع السماء

إلى أن أغيب رويدا .. رويدا
بأعماق منجدل كستنائي

إلى أن أحس بأنك بعضي
و بعض ظنوني .. و بعض دمائي

أحبك غيبوبة لا تفيق
أنا عطش يستحيل ارتوائي

أنا جعدة في مطاوي قميص
عزفت بنفضاته كبريائي

أنا عفو عينيك .. أنت كلانا
ربيع الربيع .. عطاء العطاء

أحبك لا تسألي أي دعوى
جرحت الشموس أنا بادعائي

إذا ما أحبك .. نفسي أحب
نحن الغناء ورجع الغناء




أحبك
أحبـك ، لا ادري حـدود محبتي
طبـاعي أعاصـيرٌ .. وعاطفتي سيـلُ

وأعرفُ أنـي مُتْـعبٌ يا صـديقتي
وأَعْـرفُ أني أهْـوجٌ .. أنْني طِفْـلُ

أحبُّ بأعْصـابي .. أحِبُّ بريشـتي
أحِبُّ بِكُـلِّي .. لا اعتدالٌ ولا عقْـلُ

أنـا الحبُّ عنـدي جِـدَّةٌ وتطرُّفٌ
وتكسيرُ أبعـادٍ .. ونارٌ لهـا أُكْـلُ

وتحْطيم أسـوارِ الثـواني بلمحـةٍ
وفتْـحُ سـماءٍ كلهـا أعْيُنٌ شُهْـلُ

وتخْطيـط أكـوانٍ .. وتعميرُ أنجـمٍ
ورسمُ زمانٍ مالـهُ .. مالـهُ شَكْـلُ

أنـا من أنـا ، فلتقبليني مُغامـراً
تجارتهُ الأشبـاحُ ، والوهـمُ ، والليلُ

أحبـكِ تعتزينَ في خمـسَ عشرةٍ
ونَهْـدُكِ في خيـرٍ .. وخَصْرُكِ مُعتّلُّ

وصـدْرُكِ ممـلوءٌ بألفِ هـديةٍ
وثَغْـرُكِ دفْـاقُ الينابيعِ .. مُبْتَـلُّ

تعيشينَ بي كالـعِطْرِ يحيـا بورْدَةٍ
وكالخمْرِ في جوْفِ الخـوابي لها فِعْـلُ

وقَبْلُكِ لم أوجـد .. فلمـا مرَرْتِ بي
تساءلتُ في نفسي : تُري كُنتُ منْ قبْلُ ؟

بعينيـكِ قـد خبَّأْتُ أحلي قصائدي
إذا كان لي فضْلُ الغِنـا .. فلك الفَضْـلُ







أحبك ..أحبك .. والبقية تأتي

حديثك سجادة فارسية
وعيناك عصفورتان دمشقيتان
تطيران بين الجدار وبين الجدار ..
وقلبي يسافر مثل الحمامة بين مياة يديك ،
ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار ،
واني احبك .. إني احبك
لكن أخاف التورط فيك ،
أخاف التوحد فيك ،
أخاف التقمص فيك ،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساءِ،
وموج البحارِ ..
أنا لا أناقش حبك .. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار ،
أنا لا أناقش حبك
فهْو يقرر في أي يوم سيأتي ..
وفي أي يوم سيذهب
وهو يحدد وقت الحوار ، وشكل الحوار ..
.. دعيني اصب لك الشاي ،
أنت خرافية الحسن هذا الصباح ،
وصوتك نقش جميل علي ثوب مراكشية
وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا ..
ويرتشف الماء من شفة المزهرية
دعيني اصب لك الشاي ..
هل قلت أني احبك .. ؟؟
هل قلت أني سعيد لأنك جئت .. ؟؟
وان حضورك يسعد مثل حضور القصيدة ،
ومثل حضور المراكب والذكريات السعيدة ،
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهْي ترحب فيكِ
دعيني اعبر عما يدور ببال الفناجين وهي تفكر في شفتيك ..
وبال الملاعق والسكرية ..
دعيني أضيفك حرفا جديدا ..
علي الأحرف الأبجدية ..
دعيني أناقض نفسي قليلا
واجمع في الحب بين الحضارة والبربرية ..
ـ أأعجبك الشاي ؟
ـ هل ترغبين ببعض الحليبِ ؟
ـ وهل تكتفين كما كنت دوما بقطعة سكر ؟
ـ وأما أنا ، فأفضل وجهك من غير سكر ..
اكرر للمرة الألف أني احبك
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر ؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني ؟
وحزني كالطفل يزداد في كل يومٍ جمالاً ويكبر
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين ..
أحبك أنت ..
دعيني أفتش عن مفرداتٍ
تكون بحجم حنيني إليك
وعن كلمات تغطي مساحة نهديك
بالماء ، والعشب ، والياسمين
دعيني أفكر عنك ..
واشتاق عنك ..
وابكي ، واضحك عنكِ ..
والغي المسافة بين الخيال وبين اليقين
دعيني أنادي عليك بكل حروف النداءْ ..
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك .. من شفتي تولدين
دعيني أأسس دولة عشقٍ
تكونين أنت فيها المليكة ..
وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين
دعيني أقود انقلابا يوطد سلطة عينيك بين الشعوب ،
دعيني أغير بالحب وجه الحضارة ..
أنت الحضارة ..
أنت التراث الذي يتكون في باطن الأرض منذ ألوف السنين ..
احبك ..
كيف تريدينني أن أبرهن أن حضورك في الكون ،
مثل حضور المياه ..
ومثل حضور الشجر
وانك زهرة دوار شمس ..
وبستان نخل ..
وأغنية أبحرت في الوتر
دعيني أقولك بالصمت ..
حين تضيق العبارة عما أعاني ..
وحين يصير الكلام مؤامرة أتورط فيها
وتغدو القصيدة آنيةً من حجر ،
دعيني ، أقولك ما بين نفسي وبيني ..
وما بين أهداب عيني وعيني ..
دعيني .. أقولك بالرمز
إن كنت لا تثقين بضوء القمر ،
دعيني أقولك بالبرق أو برزاز المطر ،
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك ..
إن تقبلي دعوتي للسفر








أحبك ..أحبك وهذا توقيعي

1
هل عندك شكٌّ أنك أحلى امرأة في الدنيا؟.
وأهمّ امرأة في الدنيا؟.
هل عندك شك أني حين عثرت عليك..
ملكت مفاتيح الدنيا؟.
هل عندك شك اني حين لمست يديك
تغيّر تكوين الدنيا؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يوم ٍ في التاريخ.
وأجمل خبر ٍ في الدنيا؟.
2
هل عندك شك في من أنت؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأة تكسر، حين تمرّ، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي؟
فكأنّك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب.. ولا قبّلت ولا قُبّلت..
ميلادي أنت.. وقبلك لا أتذكر أني كنت
وغطائي أنت.. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت..
وكأني أيتها الملكه..
من بطنك كالعصفور خرجت...
3
هل عندك شك أنك جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عينيك سرقت النار..
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة.. والياقوتة.. والريحانة..
والسلطانة..
والشعبيّة..
والشرعيّة بين جميع الملكات..
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساء من نافذة الكلمات..
يا أعظم فتح ٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطن ٍ أولد فيه..
وأدفن فيه..
وأنشر فيه كتاباتي..
4
يا امرأة الدهشة.. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا أدري كيف مشيتِ إليّ..
وكيف مشيت إليك..
يا من تتزاحم كلُّ طيور البحر..
لكي تستوطي في نهديك..
كم كان كبيراً حظي حين عثر عليك..
يا امرأة ًتدخل في تركيب الشعر..
دافئة ٌ أنت كليلة قدر..
من يوم طرقتِ علَّي.. ابتدأ العمر..
5
كم صار جميلاً شعري..
حين تثقّف بين يديك..
كم صرت غنياً.. وقوياً..
لما أهداك الله إليّ..
هل عندك شك أنّك قبسٌ من عينيّ
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليديّ..
هل عندك شكٌ..
أنّ كلامك يخرج من شفتي؟
هل عندكِ شكٌّ..
أني فيك.. وأنّك في؟؟
6
يا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطع مثل السيف،
ويضربُ مثل البركان
يا نهداً.. يعبق مثل حقول التبغ
ويركض نحوي كحصان..
قولي لي:
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان..
قولي لي:
ماذا أفعل فيك؟. أنا في حالة إدمان..
قولي ما الحلُّ؟ فأشواقي
وصلت لحدود الهذيان...
7
يا ذات الأنف الإغريقي..
وذات الشَعر الإسباني
يا امرأة ًلا تتكرر في آلاف الأزمان..
يا امرأة ً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت؟ وكيف أتيت؟
وكيف عصفت بوجداني؟
يا إحدى نعم الله عليّ..
وغيمة حبٍّ وحنان ٍ..
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي..
آهٍ.. كم ربّي أعطاني..




أحبك في عصر لا يعرف ما هو الحب

1
لست معمارياً شهيراً .
ولا نحاتاً من نحاتي عصر النهضه .
وليس لدي تاريخ طويل مع الرخام ..
ولكنني أود أن أذكرك بما فعلته يداي
لصياغة جسدك الجميل ..
وتزيينه بالأزهار .. والنجوم .. والقصائد ..
ومنمنمات الخط الكوفي ..
2
لا أريد أن أستعرض مواهبي في إعادة كتابتك ..
وإعادة طبعك ..
وإعادة تنقيطك من الألف .. إلى الياء ..
فليس من عادتي أن أعلن عن أي كتاب جديد كتبته ..
وعن أي امرأة كان لي شرف عشقها ..
وشرف تأليفها من قمة رأسها ..
حتى أصابع قدميها ..
فهذا موقف لا يليق بتاريخي الشعري
ولا بكرامة حبيباتي !! ..
3
لا أريد أن أقدم لك حساباً
عن عدد الشامات التي زرعتها على فضة كتفيك ..
وعن عدد القناديل .. التي علقتها في شوارع عينيك ..
وعن عدد الأسماك التي ربيتها في خلجانك ..
وعن عدد النجوم التي وجدتها تحت قمصانك
وعن عدد الحمائم التي خبأتها بين نهديك ..
فهذا موقف لا يليق بكبرياء رجولتي
وكبرياء نهديك ..
4
يا سيدتي .
أنت فضيحة جميلة أتعطر بها ..
قصيدة رائعة أتمنى توقيعها .
لغة تنزف ذهباً .. ولازورداً ..
فكيف يمكنني أن لا أصرخ في ساحات المدينة :
أحبك .. أحبك .. أحبك ؟
كيف يمكنني أن أبقى محتفظاً بالشمس في جواريري؟
كيف يمكنني أن أمشي معك في حديقة عامة
ولا تكتشف الأقمار الصناعيه
أنك حبيبتي؟؟
5
إنني لا أستطيع أن أمارس الرقابه
على فراشة تسبح في دمي .
لا أستطيع أن أمنع عريشة ياسمين
من التسلق على أكتافي ..
لا أستطيع أن أخبئ قصيدة حب تحت قميصي ..
وإلا انفجرت بي ..
6
يا سيدتي :
أنا رجل مفضوح بالشعر ..
وأنت امرأة مفضوحة بكلماتي ..
أنا رجل لا ألبس إلا عشقي .
وأنت امرأة لا تلبس إلا أنوثتها ..
فإلى أين نذهب يا حبيبتي ؟
وكيف نعلق إشارات الحب على صدورنا؟
ونحتفل بعيد القديس فالنتاين ..
في عصر لا يعرف ما هو الحب؟؟
7
يا سيدتي :
كنت أتمنى أن أحبك في عصر آخر .
أكثر حناناً ، وأكثر شاعريه ..
وأكثر إحساساً برائحة الكتب .. ورائحة الياسمين ..
ورائحة الحريه!!.
8
كنت أتمنى أن تكوني حبيبتي
في عصر شارل أزنافور ..
وجولييت غريكو ..
وبول إيلوار ..
وبابلو نيرودا ..
وشارلي شابلن ..
وسيد درويش ..
ونجيب الريحاني ..
9
كنت أتمنى أن أتعشى معك
ذات ليلة في فلورنسه .
حيث تماثيل ميكيل أنجلو
لا تزال تتقاسم مع زوار المدينه
الخبز .. والنبيذ ..
10
كنت أتمنى أن أحبك
في عصر سيادة الشمع .. والحطب ..
والمراوح الإسبانيه ..
والرسائل المكتوبة بريشة الطائر ..
وفساتين التفتا القزحية الألوان ..
لا في عصر موسيقى الديسكو ..
وسيارات الفيراري ..
وسراويل الجينز المزقه !!
11
كنت أتمنى أن أقابلك في عصر آخر .
تكون فيه السلطة بيد العصافير ..
أو بيد الغزلان ..
أو بيد طيور البجع ..
أو بيد حوريات البحر ..
أو بيد الرسامين ، والموسيقيين ، والشعراء ..
أو بيد العشاق ، والأطفال ، والمجانين ..
12
كنت أتمنى أن تكوني لي ..
في عصر لا يضطهد الورد ، ولا الشعر ،
ولا الناي ، ولا أنوثة النساء ..
ولكننا بكل أسف وصلنا متأخرين ..
وبحثنا عن وردة الحب
في عصر لا يعرف ما هو الحب!! ..



أحبك ، وأقفل القوس

لا أستطيع أن أحبك أكثر ..
لقد كتبت بالخط الكوفي
على أساور الحمام
وأباريق النحاس الدمشقي
وقناديل السيدة زينب
وجوامع الآستانة
وقباب غرناطة
وعلى الصفحة الأولى من الإنشاد ،
وأقفلت القوس ..
أنت عادة كتابية لا شفاء منها ،
عادة احتلال ، وتملك ، واستيطان ،
عادة فتح ، وفتك ، وبربرية ،
أنت عادة مشرشة في لحم كلماتي ،
فإما أن تسافري أنت ..
وإما أن أسافر أنا ..
وإما أن تسافر الكتابة ..
جمالك ..
يحرض ذاكرتي الثقافية ،
ويكهرب لغتي ..
وأصابعي ..
وجسد الورقة البيضاء ..
جمالك ..
يشعل البروق في أثاث غرفتي
وشراشف سريري ..
ويربط أسلاك الرجولة
بيني وبين نون النسوة ..
وتاءات التأنيث ..
فكيف أتحاشاك يا امرأة ..
حتى القبح إذا اقترب منك
يصبح جميلا ..
أنت اللغة التي
يتغير عدد أحرفها ، كل يوم ،
وتتغير جذورها ..
ومشتقاتها ..
وطريقة إعرابها ..
كل يوم ..
أنت الكتابة السرية
التي لا يعرفها
إلا الراسخون في العشق ..
أنت الكلام الذي يغير في كل لحظة
كلامه ..
كل نهار ،
أتعلمك عن ظهر قلب ،
أتعلم خرائط أنوثتك ..
وسيراميك خضرك ..
وموسيقى يديك ..
وجميع أسمائك الحسنى
عن ظهر قلب ..
كل صباح أدرسك
كما أدرس تفاصيل الوردة ..
ورقة .. ورقة ..
تويجا .. تويجا ..
وأذاكرك كما أذاكر
كونشرتو البيانو لموزارت
أو قصيدة غزل
من العصر العباسي ..
أيتها المرأة المعجونة بأنوثتها
كفطيرة العسل،
والمعجونة بدم قصائدي
ودم شهواتي،
يا امرأة الدهشة المستمرة
يا التي بداياتها
تلغي نهاياتها
وأولها يلغي آخرها ..
وشفتها السفلى ..
تأكل شفتها العليا ..
أيتها المرأة
التي تتركني معلقا
بين الهاوية و الهاوية ..
أيتها المرأة ـ المأزق
أيتها المرأة ـ الدراما
أيتها المرأة ـ الجنون
أخاف أن أحبك ..






أحزان أندلسية
كَتبْتِ لي يا غَاليةْ ..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيةْ ..
عن طارقٍ، يفتحُ باسمِ الله دُنْيا ثانيةْ ..
عنْ عُقْبةَ بْنَ نافعٍ
يَزْرعُ شَتْلَ نَخلةٍ ..
في قلبِ كلِّ رابيةْ ..
سألتِ عن أميةٍ ..
سألتِ عن أميرِها مُعاويةْ ..
عَنِ السَّرايا الزَّاهيةْ ..
تحملُ من دمشقَ .. في رِكابِها
حضارةً وعافيةْ ..
لم يبقَ في إسبانيةْ ..
منّا، ومن عصورنا الثمانيةْ ..
غيرُ الذي يبْقى من الخمرِ،
بجوف الآنيةْ ..
وأَعْيُنٍ كبيرةٍ .. كبيرةٍ
ما زال في سَوَادِها ينامُ ليلُ الباديةْ ..
لمْ يَبْقَ منْ قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيةْ ..
سوى عبيرِ الوُرودِ، والنارِنْجِ والأَضَاليَةْ ..
لم يَبْقَ منْ وَلَّادةٍ ومن حكايا حُبها ..
قافيةٌ ولا بقايا قافيةْ ..
لم يبقَ من غَرْناطةٍ
ومن بني الأحمر ..
إلا ما يقول الرَّاويةْ ..
وغيرُ " لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويةْ ..
لم يبقَ إلا قصرُهمْ
كامرأةٍ من الرخامِ عاريةْ ..
تعيشُ ـ لا زالتْ ـ على
قصَّةَ حُبٍّ ماضيةْ ..
مَضَتْ قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ " الخليفةُ الصغيرُ"
عن إسبانيةْ ..
ولمْ تَزَلْ أحْقادُنا الصَّغيرةُ ..
كما هيَ ..
ولم تزلْ عقليةُ العشيرةِ
في دَمنا كما هيَ
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزالُ لفْظةُ العُروبةِ ..
كزَهْرةٍ حزينةٍ في آنيةْ ..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريةْ ..
نَصْلبُها على جِدارِ الحِقْدِ والْكَرَاهيةْ ..
مَضَتْ قُرونٌ خَمْسةُ .. يا غاليةْ ..
كَأنْنا ..
نَخْرُجُ هذا اليومَ مِنْ إِسْبانيةْ ..



أحلي خبر
كَتَبْتُ " أُحبُّكِ " فوقَ جدار القَمَرْ
" أُحبُّكِ جدّاً "
كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ
ألمْ تقرئيها ؟ بخطِّ يدي
فوق سُورِ القَمَرْ
و فوق كراسي الحديقةِ ..
فوقَ جذوع الشَجَرْ
وفوق السنابلِ ، فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ ..
و فوق الكواكب تمسحُ عنها .. غُبارَ السَفَرْ ..
حَفَرتُ " أُحبُّكِ " فوق عقيق السَحَرْ
حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ ..
ألم تُبْصِريها ؟
على وَرَقات الزهَرْ
على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ
على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ
ألمْ تَلْمَحيها ؟
على كُلِّ غصنٍ ، و كُلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ
كَتبتُ على دفتر الشمس
أحلى خبرْ ..
" أُحبُّكِ جداً "
فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ


أحمر .. أحمر .. أحمر
1
لا تُفكْرْ أبداً .. فالضوْءُ أحْمَرْ
لا تُكلّمْ أحداً .. فالضوْءُ أحْمَرْ
لا تُجادلْ في نصوصِ الفِقْهِ ، أوْ في النَحْوِ ، أو في الصّرْفِ ،
أو في الشِّعْرِ ، أو في النثرِ ،
إن العَقْلَ ملْعونٌ ، ومَكْروهٌ ، ومُنْكَرْ ..
2
لا تُغادِرْ قُنَّكَ المَخْتومَ بالشَّمْعِ ،
فإنَّ الضَّوْءَ أحْمَرْ
لا تُحِبَّ امرأةً .. أوْ فأْرةً
إنَّ ضوْءَ الحبِّ أحْمَرْ
لا تُضاجِعْ حائِطاً ، أوْ حجَراً ، أوْ مَقْعَداً ..
إنَّ ضوْءَ الجِنْسِ أَحْمَرْ ..
ابْقَ سِرِّيْاً ..
ولا تَكشِف قراراتِكَ حتى لذبابَهْ ..
ابْقَ أمِّيْاً .. ولا تدْخل شريكاً في الزنا أوْ في الكتابَةْ ..
فالزنا في عصرنا أهْوَنُ مِنْ جُرْمِ الكِتابَةْ ..
3
لا تُفَكِّرْ بعصافيرِ الوَطَنْ
وبأشجارِ الوَطَنْ ، وأنهارِ ، وأخْبارِ الوَطَنْ
لا تُفَكِّرْ بالذينَ اغتصبوا شَمْسَ الوَطَنْ
إنَّ سيفَ القَمْعِ يأتيكَ صباحاً
في عناوينِ الجريدَةْ ..
وتفاعيلِ القصيدةْ ..
وبقايا قَهْوَتِكْ
لا تَنَمْ بينَ زراعَيْ زَوْجَتِكْ
إنَّ زوارَكَ عنْدَ الفَجْرِ ..
موجودون تَحْتَ الكَنَبَةْ ..
4
لا تُطالِعْ كتاباً في النَقْدِ أو في الفَلْسَفَةْ ..
إنَّ زوارَكَ عنْدَ الفَجْرِ ..
مزروعونَ ، مثْلَ السوسِ ، في كُلَِ رفوفِ المَكْتبةْ ..
ابْقَ في برميلِكَ المملوءِ نمْلاً .. وبعوضاً .. وقمامةْ
ابْقَ من رِجْلَيْكَ مشنوقاً إلي يوْمِ القيامةْ
ابْقَ من صوْتِكَ مشنوقاً إلي يوْمِ القيامةْ
ابْقَ مِنْ عَقْلِكَ مشنوقاً إلي يوْمِ القيامةْ
ابْقَ في البرميلِ حتى لا تري
وجْهَ هذي الأمَّة المُغْتصَبَةْ ..
5
أنتَ لو حاوَلتَ أن تَذهبَ للسلطانِ ،
أو زوجَتِهِ ، أو صِهْرِهِ المسئولِ عنْ أمْنِ البلادْ
والذي يأْكُلُ أسْماكاً .. وتُفَّاحاً .. وأطفالاً ..
كما يأْكُلُ منْ لَحْمِ العبادْ ..
لوجَدْتَ الضوْء أحْمَرْ ..
6
أنتَ لو حاولْتَ أن تقْرأَ يوماً
نشْرَةَ الطَقْسِ ، وأسماءَ الوفيَّاتِ ، وأخبارَ الجرائِمْ
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
أنْتَ لو حاوَلْتَ أنْ تسْألَ عن سعْرِ دواء الربْوِ ..
أو أحذيَةِ الأطفالِ .. أو سِعْرِ الطماطِمْ ..
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
أنْتَ لوْ حاوَلْتَ أن تقْرأَ يوماً صَفْحَةَ الأبراجِ ..
كي تَعْرِفَ ما حَظُّكَ قَبْلَ النِفْطِ ، أو حظَّكَ بَعْدَ النِفْطِ ..
أوْ تَعْرِفَ ما رَقَمُكَ بينَ طوابيرِ البهائِمْ ..
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
7
أنْتَ لو حاوَلْتَ أن تبْحَثَ عنْ بيتٍ منَ الكَرْتونِ يَأْويكَ ..
أوْ سيدةٍ ـ من بقايا الحرب ـ ترضي أنْ تُسلِّكَ ..
وعَنْ نَهْديْنِ مَعْطوبَيْنِ .. أو ثلاجَةٍ مُسْتَعْمَلَةْ ..
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
أنتَ لو حاوَلْتَ أن تَسألَ أسْتاذَكَ في الصفِّ .. لماذا ؟
يتسلي عربُ اليوْمِ بأخْبارِ الهزائِمْ ،
ولماذا عَرَبُ اليوْمِ زجاجٌ فوقَ بعْضٍ يتَكَسَّرْ ؟
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
8
لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيٍّ ..
لا تُسافِرْ مَرَّةً أخْرى لأوروبا ..
فأوروبا ـ كما تَعْلَمُ ـ ضاقتْ بجَمْعِ السُفَهاءْ
أيها المنبوذُ ، والمشبوهُ ، والمطرودُ منْ كلِّ الخرائِطْ
أيها الديكُ الطَعينُ الكِبْرياءْ ..
أيها المَقتولُ من غيْرِ قتالٍ
أيها المذبوحُ من غيْرِ دماءْ
لا تُسافِرْ لبلادِ اللهِ .. إنَّ اللهَ لا يرْضي لقاءَ
الجُبناءْ ..
9
لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيٍّ ..
وانتَظِرْ كالجِرْذِ في كلِّ المَطاراتِ .. فإنَّ الضوْءَ أحْمَرْ
لا تَقُلْ باللغةِ الفُصْحى : أنا مروانُ .. أو عدنانُ ..
أو سَبْحانُ ..
للبائِعَةِ الشَّقْراءَ في " هارودْز "
إنَّ الاسْمَ لا يعني لها شيْئاً
وتاريخُكَ ـ يا مولايَ ـ تاريخٌ مُزَوَّرْ ..
10
لا تُفاخِرْ ببطولاتِكَ في " الليدو " ..
فسوزانُ .. وجانينُ .. وكوليتُ ..
وآلافُ الفِرنْسياتِ لمْ يَقْرأْنَ يوماً ..
قصَّةَ الزيرِ وَعنْتَرْ !!
أنتَ تبدو مُضْحِكاً في ليلِ باريسَ ..
فَعُدْ فوراً إلي الفُنْدُقِ .. إنَّ الضوْءَ أحْمَرْ ..
11
لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيٍّ ..
بينَ أحياءِ العرَبْ
فهُمْ من أجلِ قِرشٍ يقْتُلونَكْ ..
وهُمُ ـ حينَ يجوعونَ مساءً ـ يأكُلونَكْ
لا تكُنْ ضيْفاً علي حاتِمِ طيٍّ
فَهْوَ كَذَّابٌ .. ونَصَّابٌ ..
فلا تَخْدَعْكَ آلافُ الجواري ..
وصناديقُ الذّهَبْ ..
12
يا صديقي :
لا تَسِرْ وَحْدَكَ ليلاً ..
بينَ أنيابِ العَرَبْ ..
أنْتَ في بيتِكَ مَحْدودُ الإقامَةْ ..
أنتَ في قوْمِكَ مَجْهولُ النَّسَبْ ..
يا صديقي :
رَحِمَ اللهُ العَرَبْ !!!


أحمر الشفاه

كمْ وشْوَشَ الحقيبةَ
السوداءَ .. عنْ جَواهْ

وكَمْ روى للمِشْطِ
والمرآةِ .. ما رآهْ

على فَمٍ أغْنى
من اللوْزةِ فَلْقَتاهْ

يَرْضَعُ حَرْفَ مِخْمَلٍ
تَقْبيلُةُ صلاةْ

دِهانُهُ النَّارُ
وما تَحَرَّقَتْ يداهْ

ليْسَ يَخافُ الجَمْرَ
مِنْ طعامهِ الشفاهْ

وارْتَفَّ .. والْتَفَّ .. على
ياقوتَةٍ .. وَتَاهْ

يَمْسحُها .. فللوُعُودِ
الهُجْعِ انْتباهْ

سَكْرانُ بيْنَ إصْبعَيْنِ
جَدْولَي مِياهْ

يَغْزلُ نِصْفَ مَغْربٍ
كأنَّه اِلهْ ..

حيثُ جَرَتْ ريشةٌ
فالرِّزْقُ و الرَّفاةْ

يُهْرِقُ في دائرةٍ
مضيئَةٍ دِماهْ ..

مَداهُ .. قَوْسُ لازَوَرَّدٍ
لَيْتَ لي مَداهْ

يَرُشُّ رَشَّةً هُنا
حَمْراءَ .. مِنْ دِماهْ

ويوقِدُ الشُّموعَ ..
حَيْثُ غُلْغِلَتْ خُطاهْ

إذا تَمَّ دَوْرةً
قالَ العقيقُ : آهْ

أَنْتَ شفيعي عِنْدها
يا أَحْمرَ الشِّفاهْ ..


أخاف

أخافُ أنْ أقولَ أني أُحِبُّها
( أُحِبُّها )
فالخَمْرُ في جِرارِها تَخْسَرُ شَيْاً
عندما .. نَصُبُّها


أخبروني

أخبـروني بأن حسـناءَ غيـري
يا صـديقي ، حلـت محـلي

أخبـروني بالأمـسِ عنْـكَ وعنها
فلمـاذا يا سيدي .. لَمْ تَقُلْ لي ؟

ألـفُ شُـكْرٍ يا ذابِحـاً كِبْـريائي
أَوَهـذا جـوابَ حبي وبَذْلي ؟

أنـا أعْطيْتُكَ الـذي ليـسَ يُعْطي
من حيـاتي ، وأنت حاوَلْتَ قتلي

يا رَخيصَ الأشْواقِ .. خَمسَ سنينٍ
كُنْتُ أبْني عـلي دُخانٍ .. ورَمْلِ

كـانَ عِـطري لديْكَ أجمـلَ عِطْرٍ
كانَ شـعْري عليـكَ شَلالَ ظِلِّ

كانَ ثـوبي البنَفْسَـجيُّ ربيـعاً
كَمْ عـلي زَهْـرةٍ ، جلسْتَ تُصلي

وأنا اليـومَ ، لَسْـتُ عنْدَكَ شيْئاً
أيْنَ عيْنايَ ؟ أيْنَ طيبي وكُحلي ؟

لا تلامِـسْ يـدي بغَيْـرِ شُعورٍ
عِنْـدَكَ الآنَ من تَحِـلُّ محلي

سـأُصلِّي لكـي تكونَ سـعيداً
في هواهـا ، فَهَلْ تُصَلِّي لأجلي ؟

أنْتَ طِفلي الصَّغـيرُ ، أنتَ حبيبي
كيْفَ أقْسو علي حبيبي وطِفْلي ؟

هيَ في غُـرْفَةِ انتِـظارِكَ فـاذْهَبْ
بيْنَ أحْضـانها ، سَتَعْرِفُ فَضلي

يا صـديقي شُـكراً ، أنـا أَتَمَني
لَوْ وَجَـدْتَ التـي تُحِبُّكَ مِثْلي


اختاري

1
إني خيَّرتُكِ .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري ..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..
اختاري الحبَّ .. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري ..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ ..
2
ارمي أوراقكِ كاملةً ..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ ..
قولي ، انفعلي ، انفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
اختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري ..
3
مُرهقةٌ أنتِ .. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً .. مشواري
غوصي في البحرِ .. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ ..
الحبُّ .. مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ .. وعذابٌ .. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ ..
يقتُلني جبنُكِ .. يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ
لا يحملُ نزقَ الثوارِ ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ ..
آهٍ .. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني .. مثلَ الإعصارِ ..
4
إنّي خيرتك .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ ..


اختزال
1
لأني أُحِبُّك ..
أَصْبَحْتِ واحدَةً مِنْ أهَمْ النِساءْ ..
وأسسْتُ عصْراً جديداً
وديناً جديداً
وأَصْبَحْتِ في كتُبِ الشِّعْرِ مَحْفوظَةً
وفي كُتُبِ الأنبياءْ ..
2
لأني أُحِبُّكِ ..
أَصْبَحْتِ ثامِنَةَ المُعْجزاتْ
وَكَنْزَ الكُنوزِ ..
وسيدة السيداتْ ..
وأصْبحَ خَصْرُكِ مَعْزوفةً
مِنْ مقامِ البياتْ ..
3
لأني أُحِبكْ ..
أصْبَحْتِ مَخْزونَةً في تراثِ الشُعوبْ
وَمَقْروءةً في جميعِ اللغاتْ
لأني أُحِبكْ ..
صِرْتِ كنيسَةَ حُبي
وأصْبَحْتُ أَعْرِفُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ
طُقوسَ الصلاةْ ..
4
لأني أُحِبكْ ..
يَغْدو السوادُ بعَيْنَيْكِ ، عِنْدَ اللقاءِ
أشَدَّ سوادا ..
وتغْدو يدايَ طُيُوراً
وَيَغْدو حنيني بلادا
وأَعْرِفُ أني إذا ما دَخَلْتُ مغارةَ نَهْديْكِ يوماً
أَصيرُ رمادا ..
5
لأني أُحِبكْ ..
يَمْتَلئُ البحْرُ قَمْحاً
ويَشْتَعِلُ الأُفقُ بالنار والأرْجُوانِ
وتَبْدو شِفاهُكِ من غَيْر عُمْرٍ
وتَبدو هضابُكِ مِنْ غيْرِ عُمْرٍ ..
وتبْدو اسْتدارةُ خَصركِ مِنْ غَيْرِ عُمْرٍ ..
فأخلطُ بيْنَ العُصورِ وبيْنَ الثواني ..
6
لَيُدْهشُني فيكِ ..
أنَّكِ لا تَكْبُرينَ ..
ولا تَذْبُلينَ ..
ولا تَنْحَنينَ ، كما شَجرُ السِنْديانِ ..
ويُذْهِلُني ..
أنَّ نَهْدَيْكِ لا يَتْعبانِ ..
ولا يُلْقيانِ السلاحَ ..
ولا يَخْشَيانِ مرورَ الزّمانِ ..
7
لأني أُحِبكْ ..
أرْسَلْتُ روحي إلَيْكِ
فأنْجَبْتِ مِنِّي هلالا
وأنْجَبْتِ مني غزالا
وأنْجَبْتِ مني طيوراً ..
وديوانَ شِعْرٍ ..
وأنْهارَ ماءْ
8
أيا امْرأةً يَتلاقي الحمامُ الدِمَشْقيُّ فوْقَ مياه يدَيْها
ويبْدأُ فَصْلَ السّفَرْجَلِ ..
والخوخِ .. والتينِ ..
منْ شفَتيْها ..
يُعَقِّدني فيكِ هذا الهُدوءُ المُلُوكيُّ
هذا الجبينُ الرّّسوليُّ
هذا الحُضورُ الحضاريُّ
هذا المَزيجُ العَجيبُ
مِنَ الماءِ ، والنارِ ، والكِبْرِياءْ ..
9
لأني أُحِبكْ ..
أَشْعُرُ أني تَحَرّرْتُ منْ كلّ شيءٍ
وَمَزَّقْتُ رَسْمي القديمْ
وألْغَْتُ اسْمي القَديمْ
وبَعْثَرْتُ أوْراقَ جنْسيتي في الهواءْ
لأني أُحِبُّكِ ..
أدْرَكْتُ أبْعادَ حُرِّيتي
وأدْرَكْتُ سِرَّ العلاقةِ
بيْنَ اكْتشافِ العُيونِ
وبيْنَ اكْتِشافِ الفَضاءْ ..
10
لأني أُحبُّكِ .. أصْبَحْتُ مُكْتَفياً باكْتفائي
ومُقْتَنِعاً أنَّ حبَّكِ أعْظمُ حِزْبٍ دخَلْتُ إليْهِ ..
وأرْحَمُ صَدْرٍ لجأْتُ إليْهِ ..
وأحْلي انْتماءْ ..
فماذا تُفيدُ الخيانَةُ ؟
حينَ تكونينَ أنتِ السماءَ ..
وما قدْ يدورُ وراءَ السّماءْ ..
وماذا يُفيدُ التَّنَقُّلُ بيْنَ الخواتِمِ مِنْ كُلِّ لوْنٍ ..
وبيْنَ المَليحاتِ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ ..
وبيْنَ الج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابويحيى
المدير العام
المدير العام
ابويحيى


اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ 454317343
اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ 990562408
عدد المساهمات : 1017
نقاط : 9448
تاريخ التسجيل : 21/11/2010

اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............   اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............ Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 29, 2010 11:08 pm



أريدُ أنْ أعيشْ

ساعديني علي الخُروجِ حَيَّاً ..
منْ مَتاهاتِ الشَفَتينِ المُكْتَنِزَتَيْنِ .. والشَّعْرِ الأسودْ
إنَّ معركتي مَعَكِ ليْستْ مُتكافئةْ
فانا لَسْتُ سوي سمَكةٍ صغيرةْ
تسبَحُ في حوضٍ مِنَ النُحاسِ السائلْ
ساعديني علي التقاطِ أنفاسي
فإنَّ نبضي لمْ يعُدْ طبيعيَّاً ..
ووقتي صارَ مَرْهوناً بِمَزاجيَّةِ نَهْدَيْكِ
فإذا ناما .. نِمْتْ ..
وإذا استيقظا استيقظتْ
ساعديني علي التفريقِ بينَ بداياتِ أصابِعي
ونِهاياتِ عمودِكِ الفِقَريّ
ساعديني علي السفر منْ خريطةِ جسَدِكْ
فإنني أُريدُ أنْ أعيشْ .





أريدك أنثي

1
أريدك أنثى
ولا أدعي العلم في كيمياء النساءْ
ومن أينَ يأتي رحيقُ الأنوثة
وكيف تصير الظباء ظباءْ
وكيف العصافير تتقن فنَّ الغناءْ
أريدك أنثى ..
وأعرف أن الخيارات ليست كثيرةْ
فقد أستطيع اكتشاف جزيرةْ
وقد أستطيع العثور علي لؤلؤةْ
ولكنْ من ثامن المعجزاتِ ،
اختراع امرأةْ ..
2
أريدكِ أنثى ..
واجْهلُ كيفَ يُرَكَّبُ هذا العقار الخطيرْ
وأجهلُ كيفَ الفراشةُ تَكْتُبُ شعراً ..
وكيف الأناملُ تَقْطُرُ شهداً
واجهلُ أيَّ بلادٍ يبيعونَ فيها الحريرْ
أريدكِ أنثى ..
بخطِّكِ هذا الصغيرِ .. الصّّغيرْ ..
ونَهدكِ هذا المليء .. المضيء .. الجريء ..
العزيزِ .. القديرْ ..
3
أريدكِ أنثى ..
ولا أتدخل بين النبيذِ وبينَ الذَّهبْ ..
وبينَ الكريستال .. والأقحوانْ
ولستُ أفرقُ بينَ بياضِ يديكِ
وبينَ مداساتِ هذا البيانْ ..
ويكفي حضوركِ كي لا يكونَ المكانْ
ويكفي مجيئكِ كي لا يجيء الزمانْ
وتكفي ابتسامةُ عينيكِ كي يبدأَ المهرجانْ
فوجهكِ تأشيرتي لدخول بلاد الحنانْ ..
4
أريدكِ أنثى ..
كما جاء في كتب الشعر منذُ ألوفِ السنينْ
وما جاء في كتبِ العشقِ والعاشقينْ
وما جاء في كتاب الماءِ .. والوردِ .. والياسمينْ
أريدكِ وادعةً كالحمامةْ ..
وصافيةً كمياهِ الغمامةْ ..
وشاردةً كالغزالةْ ،
ما بينَ نجدٍ .. وبينَ تهامةْ ..
5
أريدكِ أنثى .. مثلَ النساءِ اللواتي
نراهنَّ في خالدات الصورْ
ومثلَ العذارى اللواتي
نراهنَّ فوق سقوف الكنائسِ
يغْسِلْنَ أثدائهنَّ بضوء القمرْ
أريدكِ أنثى .. ليَخْضَرَّ لونُ الشجرْ
ويأتي الغمام إلينا .. ويأتي المطرْ ..
أريدكِ أنثى ولا أدعيكِ لنفسي
ولكنْ .. ليسْعدَ كلَّ البشرْ ..
6
أريدكِ أنثى
لتبقي الحياةُ علي أرضنا ممكنةْ ..
وتبقي القصائد في عصرنا ممكنةْ ..
وتبقي الكواكب والأزمنةْ
وتبقي المراكبُ ، والبحْرُ ، والحرفُ الأبجديةْ
فما دُمْتِ أنثى فنَحْنُ بخيرٍ
وما دُمْتِ أنثى ..
فليسَ هنالكَ خوفٌ علي المدنيةْ
7
أريدكِ أنثى
بزينتكِ المدرسيةْ
وأطواقكِ المعدنيةْ
وشعرٍ طويلٍ وراءك يجري كذيلِ الحصانْ
وحُمْرَةِ ثَغْرٍ خفيفةْ
ورشةِ عطْرٍ خفيفةْ
ولمسةِ كحلٍ خفيفةْ
ونهدٍ أربيهِ مثلَ الطيور الأليفةْ
وأمنحهُ التاجَ والصولجانْ ..
8
أريدكِ أنثى ..
وهذا رجائي الوحيدُ إليكِ
وآخر أمنيةٍ أتوجهُ فيها إلي شفتيكِ
أريدكِ باسم الطفولة أنثى ..
وباسم الرجولة أنثى ..
وباسم جميع المُغنين والشعراءْ
وباسم الصحابةِ والأولياءْ
أريدكِ أنثى
فهل تقبلينَ الرجاءْ ؟
9
أريدكِ أنثى اليدينْ
وأنثى بهسهسةِ القرطِ في الأذنينْ
وأنثى بصوتكِ .. أنثى يصمْتكِ ..
أنثى بضعْفكِ .. أنثى بخوفكِ ..
أنثى بطهركِ .. أنثى بمكركِ ..
أنثي بمشيتكِ الرائعةْ
وأنثى بسلطتكِ التاسعةْ ..
وأنثى أريدكِ ، من قمةِ الرأس للقدمينْ ..
فكوني سألتكِ كلَّ الأنوثةِ ..
لا امرأة بينَ .. بينْ
10
أريدكِ أنثى ..
لأنَّ الحضارة أنثى ..
لأنَّ القصيدةَ أنثى ..
وسنبلةُ القمْحِ أنثى ..
وقارورةَ العطر أنثى ..
وباريسُ بينَ ـ المدائنِ ـ أنثى ..
وبيروتُ تبقي ـ برغْمِ الجراحاتِ ـ أنثى ..
فباسمِ الذين يريدونَ أن يكتبوا الشعرَ .. كوني امرأةْ ..
وباسمِ الذينَ يريدونَ أن يصنعوا الحبَّ .. كوني امرأةْ ..
وباسمِ الذينَ يريدونَ أنْ يعرفوا الله .. كوني امرأةْ ..


أزرار

وتِلْكَ بِضْعةُ أزرارٍ .. لقـدْ كَبُـرَتْ
علـي جداري .. فبيْتي كُلُّـهُ عَبَقُ

تَعانَقَتْ عِنْدَ شُبَّاكي .. فيـا فَرَحي
غـداً .. تُسَدُ الرُبي بالوَرْدِ .. والطُرُقُ

ما هذه العُلَبُ الحمراءُ .. قدْ فُتِـحَتْ
معَ الصبـاحِ ، فسـالَ الوَهْجُ والألَـقُ

لي غُرفةٌ .. في دُروبِ الغيْمِ عائِمَـةٌ
علي شـريطِ نـديً ، تَطْفو وتَنْزَلِقُ

مَبْنِيَّـةٌ من غُيَيْمـاتٍ مُنَتَّفَـةٍ
لي صاحِبانِ بها .. العُصفورُ .. والشَّفَقُ

أمـامَ بابيَ .. نَجْمـاتٌ مُكَوَّمـةٌ
فَتَسْـتَريحُ لدينـا .. ثم تنطلـقُ

فللصبـاحِ مـرورٌ تحتَ نافـذتي
وفي جوار سـريري ، يرتمي الأفـقُ

كمْ نَجْمةٍ حُـرَّةٍ .. أمْسَكْتُهـا بيدي
وللتطلُّـعِ غيـري ، مـا لـهُ عُنُقُ

يُقَصِّـرُ الشِّعْـرُ من عُمْـري ويُتلفني
إذا سعـيتُ ، سعـي بي العظْمُ والخِرَقُ

النـارُ في جَبْهتي .. النـار في رئتي
وريشتي بسعـال اللـونِ تخْتَـنِقُ

نهرٌ منَ النـارِ في صِدْغي يُعـذِّبني
إلي متـى ، وطعامي الحبْـرُ والوَرَقُ ؟

ومـا عتبتُ علي النيـرانِ تأكُلني
إذا احترقْتُ ، فإنَّ الشُهْبَ تَحتَـرِقُ

إني أَضأْتُ .. وكمْ خَلْقٍ أتوا ومضـوا
كأنهُـمْ في حساب الأرضِ ما خُلِقـوا

غـداً ستَحْتَشِدُ الدُنيـا لتقـرأني
ونَخْبَ شعري ، يدورُ الوردُ .. والعـرقُ

اليومَ بِضعَةُ أزرارٍ .. سَتَعْقُبها أخرى
وفي كُـلِّ عـامٍ ، يطـلعُ الـورقُ ..



أسئلةٌ إلي الله

يا إلهي !
عندما نعشق ماذا يعترينا ؟
ما الذي يحْدثُ في داخلنا ؟
ما الذي يُكسر فينا ؟
كيفَ نرتَدُّ إلي طورِ الطُفولةْ
كيفَ تَغْدو قطرةُ الماء مُحيطاً ..
ويصيرُ النَّخْلُ أعلي ..
ومياهُ البحْرِ أحلي ..
وتصيرُ الشمٍُْ إسواراً من الماس ثمينا
حينَ نغْدو عاشقينا ..
يا إلهي :
عندما يضربنا الحب علي غير انتظارٍ
ما الذي يذهبُ منا ؟
ما الذي يولد فينا ؟
كيفَ نغدو كالتلاميذ الصِّغارِ ..
أبرياءً ساذجينا ..
ولماذا عندما تضْحكُ محبوبتنا ؟
تُمْطرُ الدنيا علينا ياسمينا ..
ولماذا عندما تبكي علي ركبتنا
يصبحُ العالم عصفوراً حزينا ؟
يا إلهي :
ما يسمي ذلك الحب الذي ظلَّ قرونا وقرونا ..
يقتل القتلى .. ويحتلُّ الحُصونا
ويُذلُّ الأقوياءَ القادرينا
ويّذيبُ البسطاءَ الطيبينا
كيف يغدو شَعْرُ من نهوي سريراً من ذهبْ ؟
وفم المحبوبِ خمْراً وعُنبْ
كيفَ نمشي وَسَطَ النار ..
ونلتذُّ بألوان اللهبْ ؟
كيفَ نغدو ـ عندما نعِشَقُ ـ أسري
بعدما كنا ملوكاً فاتحينا ..
ما نسمي ذلك الحب الذي يدخل كالسكينِ فينا ؟
أنُسميه صُداعاً ؟
أمْ نُسميهِ جُنونا ؟
كيفَ يغدو الكونُ في ثانيةٍ
واحةً خضراءَ .. أو رُكناً حنونا
حينَ نغدو عاشقينا
يا إلهي :
ما الذي يحدُثُ في منطقنا ؟
ما الذي يحْدُثُ فينا ؟
كيفَ تغدو لحظة الشوق سنينا
ويصيرُ الوهْمُ في الحُبِّ يقينا
كيفَ تَخْتَلُّ أسابيعُ السنةْ ؟
كيفَ يُلْغي الحُبُّ كلَّ الأزمنةْ ؟
فيصيرُ الصيْفُ يأتي في الشتاء
ويصيرُ الوردُ ينمو في بساتينِ السماءْ ..
حينَ نغدو عاشقينا ..
يا إلهي :
كيفَ نستسلمُ للحبِّ ونُعْطيهِ مفاتيحَ الأمانْ
وإليهِ نحْملُ الشَّمْعَ ، وعِطْرَ الزَّعْفرانْ
كيف ننهار علي أقدامه مستَغْفرينا ..
كيفَ نسعى لحماهُ .. قابلينا
كلَّ ما يفْعلُ فينا ..
كلَّ ما يفْعلُ فينا ..
يا إلهي :
إن تَكُنْ رباً حقيقياً .. فدَعنا عاشقينا


أسألك الرحيلا

لنفترق قليلا ..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا ..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا ..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا ..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا ..
بحقِّ ما كتبتَهُ .. إليَّ من رسائلِ ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي ..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا ..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحبابا ..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ ..
تفارقُ الهضابا ..
والشمسُ يا حبيبي ..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً ..
كُن مرةً سرابا ..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا ..
لنفترق .. ونحنُ عاشقان ..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني ..
لنحترق .. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق ..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا ..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني ..
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي ..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني .. لكنني ..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا ..
أخافُ من عناقنا ..
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا ..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا ..
حتى يظلَّ حبنا جميلا ..
حتى يكون عمرُهُ طويلا ..
أسألكَ الرحيلا ..






أستاذ الحب .. يستقيلْ

1
لا تهتمي يا سيدتي في أقوالي
ليس لدي دروس أعطيها
لا في الحبِّ ..
ولا في الجنس ..
فنصْفُ كلامي شطحات خيالِ ..
فأنا ألعَبُ بالكبريتِ ..
وأحرقُ نفسي مثلَ جميع الأطفالِ ..
2
لا تهتمي ..
فيما أكتب سيدتي
فانا رجل يزرعُ قمحاً فوقَ الريحِ
ويكْتبُ شعراً فوق الماءِ ..
ويصنعُ حُباً
من موسيقي البحرِ ،
ومن رائحةِ العشْبِ ،
ومِنْ أنفاسِ الغاباتِ ،
3
لا تهتمي بأقاصيصي
فأنا أعْرفُ كمْ حرَّضتُكِ ..
كمْ ورَّطْتُكِ ..
كمْ دوَّخْتُكِ ..
عندَ قراءةِ أشْعاري
وأنا أعرف ماذا حفرتْ لُغتي فيكِ ..
وماذا حفرتْ كُتبي فيكِ ..
وماذا فعلت في أفكاركِ أفكاري
4
لا تُصْغي لي ..
لا تُصْغي لي ..
فأنا رجلٌ خرَّبَ العالمَ بالكلماتِ
وغيرَ لونَ البحْرِ ..
ولوْنَ الأفقِ ..
وغيرَ ورقَ الأشجارِ
لا تُصْغي لي حينَ أقولُ
بأنَّكِ من عائلةِ الوردِ ..
ومنْ عائلةِ الأقمارِ
فأنا رجلٌ خطِرٌ .. خَطِرٌ ..
يسْكُنُ يوماً في حيِّ النهدينِ ..
ويوْماً في أسنانِ الإعصارِ ..
5
لا تهتمي في ثرْثرتي ..
أو فلْسفتي ..
أو تنْخدعي ببراعاتِ حواري
فانا أعرفُ كمْ حَطَّمْتُ .. وكمْ خرَّبْتُ ..
وماذا تركَ العُنْفُ علي كشْميرِ يديْكِ ..
وماذا تركتْ خيلي ..
منْ بصماتٍ في شفتيْكِ ..
وماذا تركَتْ فوْقَ سريرِكِ أمطاري !!
6
لا تهتمي ..
فيما قالت صُحُفُ العالم عن أخباري ..
أو أخبارِ فُتوحاتي ..
فأنا أعرفُ أنَّ خرافةَ مجدي
بُنيَتْ من أحجارِ النَّهْدِ ..
وياقوتِ الحَلَماتْ !!
7
يا من ، تَخْلُطُ بينَ الحُبِّ وبينَ السِّحْرِ
وبينَ القلبِ ، وبينَ العقلِ ،
وبينَ نصوصِ الشِّعْرِ ..
وبينَ نصوصِ التوراةِ ..
أنا لا أقرأُ في الفنجانِ ..
ولا أتَنبَّأُ بالأقْدارِ ..
فلا تنْشغلي ..
في تفسيرِ نبوءاتي ..
8
يا سيدتي :
كوني امرأةً عاقلةً
فأنا لسْتُ نبيَّ الحُبِّ
ولا أتذكَّرُ أني
قد أنْزَلْتُ علي مُعْجَبَةٍ آياتي ..
فانا نفسي ..
لستُ أُصدِّقُ آياتي !!
9
لا تضطربي .. يا سيدتي
فانا أعرفُ ماذا يفعلُ فيكِ العشقُ ن
وتفْعلُ في فمكِ القُبلاتْ ..
وأنا أعرفُ ماذا يفْعلُ فيَّ الشعرُ ..
وكيفَ تخدرني رائحةُ الحِبْرِ ..
ويذبَحُني سيفُ الكلماتْ ..
10
كم يُخْجلُني تاريخي
إذْ أتذكَّرُ كمْ مجنوناً كُنْتُ ..
وكمْ سادياً كُنْتُ ..
وكمْ شيطانياً ..
حينَ قذفْتُكِ ذاتَ مساءٍ
مثلَ القطةِ وَسَطَ النارِ !!
11
كمْ يؤْلمني أن أتذكَّرَ ..
أني قدْ دَحْرَجْتُكِ ..
يوما فوقَ الثَّلْجِ ..
ويوماً فوقَ الجمْرِ ..
ويوماً فوقَ الموجِ ..
ويوماً فوقَ الرَّملِ ..
ويوماً فوقَ البرقِ ..
ويوماً فوقَ الرَّعْدِ ..
ويوماً فوقَ براعِمِ آذارِ ..
12
ماذا أفعلُ يا سيدتي ؟
إنَّ ذنوبي أكبرُ من أنْ تُحْصي
فانا أشْعُرُ أنَّ جميعَ نساء العالم ضِدي
في محكمةِ العِشْقِ ..
وأنْ لا امرأةً في التاريخِ ،
ستَقْبَلُ مني أعْذاري ..
13
كيفَ أُحاضرُ في الحريةِ ، يا سيدتي ؟
كيفَ أُحاضرُ في تحريرِ الرأيِ ..
وفي تحريرِ الحبِّ ..
وفي تحريرِ الأعْيُنِ والأهدابْ ؟
وأنا أحْملُ في ميراثي
كلَّ سلالاتِ الإرهابْ !!
14
لا تنتظري شيئاً مني
فانا تَعِبُ من أخبار الحَرْبِ ،
ومنْ أخبار الحُبِّ ..
ومنْ أخبار بُطُولاتي ..
وأنا تَعِبُ
من تشجيرِ البحْرِ ..
ومِنْ تجميل القُبْحِ ..
ومنْ تحريضِ الأمواتِ ..
15
يا سيدتي :
لا تنتظري الثورَةَ مني
فانا أشْعُرُ أنَّكِ آخرُ ثَوْراتي ..


الاستجواب

1
منْ قتلَ الإمامْ ؟
المخبرون يملئونَ غُرفتي
منْ قتلَ الإمامْ ؟
أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي
منْ قتلَ الإمامْ ؟
منْ طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقةْ
و مزَّقَ الجُبَّةَ .. و الكشْكولَ .. و المِسْبحة الأنيقةْ
يا سادتي :
لا تقْلعوا أظافري .. بحثا عن الحقيقةْ
في جُثَّة القتيلِ .. دوماً .. تسكن الحقيقةْ
2
من قتل الإمامٍ ؟
عساكرٌ بكاملِ السِّلاح يدخلونْ ..
عساكرٌ بكامل السِّلاح يخرجونْ ..
محاضرٌ ..
آلاتُ تَسْجيلٍ ..
مصورونْ ..
يا سادتي ..
ما النفعُ منْ إفادتي ؟
ما دمتمُ ـ إنْ قلتُ أو ما قُلْت ـ
سوفَ تكتبونْ
ما تنْفع اسْتغاثتي ؟
ما دمتمُ ـ إن قلتُ أو ما قلْتُ ـ
سوفَ تضربونْ
ما دمتمُ .. مُنْذ حَكَمْتُم بلدي
عني تفكرون ..
3
لستُ شيوعياً ـ كما قيلَ لكمْ ـ
يا سادتي الكرامْ
و لا يمينيا ـ كما قيلَ لكمْ ـ
يا سادتي الكرامْ ..
مسْقطُ رأْسي في دِمَشْق الشَّامْ
هلْ واحدٌ منْ بيْنكُمْ ؟
يعْرفُ أينَ الشامْ ؟
هلْ واحدٌ منْ بينكمْ ؟
أَدْمَنَ سُكْنى الشامْ ؟
رواهُ ماءُ الشامْ
كواهُ عِشْقُ الشَّامْ
تأكْدوا يا سادتي ..
لنْ تَجدوا ..
في أسْواقِ الورودِ ورْدةً كالشامْ
و في دَكاكينِ الحُلي جميعها
لؤلؤةً كالشامْ
لنْ تجدوا حزينةَ العينين .. مثل الشام
4
لستُ عميلاً قذراً
ـ كما يقولُ مخبروكم ـ سادتي الكرامْ
و لا سرقْتُ قَمْحةً
و لا قتلتُ نَمْلةً
و لا دخلتُ مركزَ بوليسٍ .. يوماً ..
سادتي الكرامْ
يعْرفني في حارتي الصغيرُ و الكبيرْ
يعْرفني الأطفالُ و الأشجارُ و الحمامْ
و أنبياءُ الله يَعْرفونني
عليْهمُ الصلاةُ و السلامْ
الصلواتُ الخَمْس لا أقْطعُها
يا سادتي الكرامْ
و خُطْبةُ الجُمعة لا تفُوتني
يا سادتي الكرامْ
و غَيْر ثَدْيَيْ زَوْجتي لا أعرفُ الحرامْ
منْ ربعِ قرن و أنا
أمارسُ الركوعَ و السُّجودْ
أمارسُ القيامَ و القعودْ
أمارسُ التَشْخيصَ خَلْفَ حَضْرةِ الإمامْ
يقولُ : ( اللهمَّ امْحقْ دولةَ اليهودْ )
أقولُ : ( اللهمَّ امحقْ دولةَ اليهودْ )
يقولُ : ( اللهمَّ شَتِّتْ شَمْلهُمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ )
يقولُ : ( اللهمَّ اقْطعْ نسْلهمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ اقْطعْ نسْلهمْ )
يقولُ : ( أغْرِقْ حرثهم و زَرْعهمْ )
أقولُ : ( أغْرِقْ حَرْثهمْ و زَرْعهمْ )
و هكذا يا سادتي الكرامْ
قضيتُ عشرينَ سنةْ ..
أعيشُ في حظيرةِ الأَغْنامْ
أُعْلفُ كالأغنامْ
أنامُ كالأغنامْ
أبولُ كالأغنامْ
أدورُ كالحبَّةِ في مَسْبحةِ الإمامْ
أُعيدُ كالبَبْغاءِ ،
كُلَّ ما يقولُ حضْرةُ الإمامْ
لا عَقْلَ لي ..
لا رَأْسَ ..
لا أَقْدامْ ..
أسْتَنْشِقُ الزكامَ منْ لِحْيتهِ
و السُّلَ منَ العظامْ
قضيتُ عشرينَ سنةً
مكوماً ..
كرُزْمةِ القشِّ على السجادةِ الحمراءْ
أُجلدُ كلَّ جُمعةٍ بخطبةٍ غَرَّاءْ
أبْتلعُ البيانَ ، و البديعَ ،
و القصائدَ العصماءْ
أبتلعُ الهراءْ ..
عشرينَ عاماً ..
و أنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونةٍ
ما طَحنَتْ ـ قطُّ ـ سوى الهواءْ ..
5
يا سادتي !
بخِنْجري هذا الذي تَرَوْنهُ
طَعَنْتُهُ ..
في صَدْرهِ و الرَّقبةْ
طعَنْتهُ ..
في عَقْلهِ المَنْخورِ مثل الخشبةْ
طَعَنْتهُ باسمي أنا
و اسم الملايينِ مِنَ الأغنامْ
يا سادتي
أعْرِفُ أنَّ تُهْمَتي عِقابُها الإِعْدامْ
لكنني قتلتُ إذْ قَتَلْتُهُ
كلَّ الصَّراصير التي تُنْشدُ في الظلامْ
و المُسْترْخينَ على أرْصفةِ الأحْلامْ
قتلتُ إذْ قتلتهُ
كلَّ الطُفيْلياتِ في حديقةِ الإِسْلامْ
كلَّ الذين يطْلبونَ الرِزْقَ ..
من دُكَّانَةِ الإِسْلامْ
قَتَلْتُ إذْ قتَلْتُهُ
يا سادتي الكرامْ
كل الذين منْذُ ألفِ عامْ
يَزْنُونَ بالكلامْ




الاستحالةْ

لمْ نُمارسْ لُعبةَ الحُبِّ معاً .. مُنْذُ شهورْ
وقَعَدنا .. مِثلَ جُنديَّيْنِ مَنهوكَيْنِ
ألْقينا علي الأرضِ البواريدَ ..
انهزَمنا .. قبل ميعادِ العُبورْ
ورَفَعْنا عالياً .. أعلامَنا البيْضاءَ ..
سَلَّمنا المفاتيحَ .. قَتَلْنا أجْمَلَ الخيْلِ ،
وأحْرقنا الجُسورْ ..
، ، وأخذنا ..
كالمجاذيبِ نُعَزِّي بعْضنا بَعْضاً ..
لجأنا لقناني الخَمْرِ ..
حاولنا .. وحاوَلنا ..
ولكنَّ المرايا رفَضَتنا .. وقواريرَ العُطورْ
وتَكَلَّمْنا ..
ـ ولا أذْكُرُ عنْ ماذا تَكَلَّمنا ـ
لعِبنا ورَقاً كي نَصْرَعَ الوقتَ ..
قرأنا صُحُفاً من غيرِ تاريخٍ ..
تمَطَّينا طويلاً ..
وتثاءَبْنا طويلاً
وتعللْنا بآلاف المعاذيرِ ..
اختبأنا خلفَ جُدرانِ الغرورْ ..
ومَسَحنا عَرَقَ الخَيْبةِ عنْ أوْجُهنا
وبَحَثْنا ..
كجُنودٍ قُطِعَتْ أَخْبارُهُمْ
ـ داخِلَ الأكياس ـ عن شيءٍ من الدفءِ ..
وعن شيءٍ منَ الحُبِّ ..
ولكِنَّا رجِعنا بالقُشورْ ..
وتَبادَلْنا المراثِيَ ..
وتَضَرَّعنا ..
وصلَّينا ..
وقَدَّمنا إلي الله النُذورْ ..
لمْ نَكُنْ نَشْعُرُ بالحرِّ .. أوِ البرْدِ ..
ولا كانتْ السجَّادة الصينيةُ الخضراءُ تمْشي ..
والثُّريَّاتُ علي السَّقْفِ تَدورْ ..
كانت الشَّمْسُ صليباً من نُحاسٍ ..
فوْقَ رأْسينا ..
وكنَّا مرفأَيْ مِلْحٍ ..
وكُنَّا شجَراً دونَ جُذورْ ..
لمْ نَكُنْ مَرْضي ـ كما تَصَوَّرْنا
ولكنَّا أضَنا الدَّهْشَةَ الأولي
أضَعنا ..
مُتْعة الحدسِ بما بينَ السطورْ ..
وتدحْرجْنا إلي القَعْرِ .. قطاريْنِ ..
تناثَرنا ، امتلأنا بالشظايا والكسورْ ..
وتَشوَّهْنا تماماً ..
مِثْلَ مخلوقاتِ ما قَبْل العُصورْ ..
ورَميْنا وَرْدَةَ الشِّعرِ ..
تحوَّلنا إلي بشرٍ .. سقطْنا في شراكِ الدَبَقِ اليوْميِّ ..
أفلسْنا ..
تكرَّرنا ..
تعوَّدنا علي الموت .. انْتظرنا في كَراسينا ..
كما ينتظرُ الأمواتُ في أكْفانِهمْ يومَ النشورْ
ورأينا ..
كيفَ ينمو الطّحلبُ البحريُّ في القلْبِ ..
عرفنا ..
خَدَرَ الجلْدِ .. وإفلاسَ الشُّعورْ
هلْ لدي سيدتي حلٌ لإفلاسِ الشعورْ ؟
أنا ما عندي اقتراحاتٌ ..
خذيني حيثما شئْتِ ..
أريني السفنَ البيْضاءَ ، والأسْماكَ ، والبحرَ
فإني لمْ أعدْ منْ وعاء الصّمغ ، يا سيدتي
غيّري هندسةَ الأشياء من حولي ..
أزيلي ورقَ الجدرانِ ، والجدرانَ ،
نجِّيني منَ الغُربةِ والنَّفيِ ..
أعيدي زمنَ النَّعناعِ والماءِ ..
اكتبيني فوقَ أعشابِ البراري
ومناقيرِ الطيورْ ..
أوقفي أجهزةَ التَّكييف ، يا سيدتي ..
وافتحي الأبوابَ ..
علَّ الشَّمْسَ تُحْيي مرَّةً أخري البُذورْ
خلّصيني من نظامِ الجبْرِ والسُّخرة في الحبِّ
ومنْ رائحةِ الزَّهْرِ الصّناعيِّ ..
ومنْ رائحةِ الحُبِّ الصّناعيِّ ..
وإرْهابِ إشاراتِ المُرورْ ..
أنْقذي نَفْسَكِ يا سيِّدتي
أنقذيني ..
قبْلَ أنْ تَقْتُلنا ..
شِقَقُ الأسْمنتِ ، والزهرُ الصّناعيِّ ..
وأضواءُ إشاراتِ المرورْ ..


استحالة

ليس هناكَ امرأةٌ تُغْتَصَبُ اغْتصاب
هلْ ممْكنٌ أن يقرأَ الإنسانُ في كتابْ
حينَ يكونُ مُغْلَقاً
أمامَهُ الكتابْ ؟


إستراتيجية

سأبْقي أغنِّي ..
سأبْقي أغنِّي ..
إلي أنْ أُحَطِّمَ منْ يَعْبدونَ الفروجَ ..
ومنْ يَشْترونَ بشيكاتِهِمْ
بناتِ الهوى ..
ورجالَ القَلَمْ ..
سأبْقي أغنِّي ..
بِرَغْمِ عويلِ الرِّياحِ ،
وعَصْفِ المَطَرْ
وهُمْ يَرْكُضونَ وراءَ القصيدةِ ،
مثلَ كلابِ الأثَرْ ..


الاستقالة

وحاوَلْتُ بَعْدَ ثلاثينَ عاماً أنْ أستقيلا ..
وأَعْلَنْتُ في صَفَحاتِ الجرائِدِ أني اعتَزَلْتُ قراءةَ ما في عيُونِ النساءِ ..
وما في رؤوسِ النِّساءِ .. وما تَحْتَ جِلْدِ النِّساءِ ..
وأَغْلَقْتُ بابي .. لعلي أنامُ قليلا ..
وأغْمَدْتُ سيفي .. ووَدَّعْتُ جُنْدي ..
ووَدَّعْتُ خيلي التي رافَقَتْني زماناً طويلا ..
وسَلَّمْتُ مِفْتاحَ مَكتبتي للصغارْ
وأوْضَحْتُ كيفَ يُصَرَّفُ فِعْلُ الهوى
وكيفَ تَصيرُ الحبيبةُ شمْساً ..
وكيفَ تصير يداها نخيلا ..
وحاوَلْتُ إقناعَ شَعْرِكِ أن لا يطولَ كثيرا علي كتفيْكِ
وأن لا يكونَ جداراً منَ الحُزْنِ فوقَ حياتي ..
ولكنَّ شَعْرَكِ خَيَّبَ كلَّ الظنونِ ، وظلَّ طويلا ..
وأوْصَيْتُ جِسْمَكِ أن لا يُثيرَ خيالَ المرايا ..
ولكنَّ جِسْمكِ خالفَ كلَّ الوصايا .. وظلَّ جميلا ..
وحاوَلْتُ إقناعَ حبكِ أن إجازَةَ عامٍ ..
علي البحْر .. أو في أعالي الجبالِ .. تُفيدُ كِلينا
ولكنَّ حبّكِ ألقي الحقائبَ فوْقَ الرّصيفِ
وأخبرني أنَّهُ لا يُريدُ الرحيلا ..
وحاوَلْتُ لإقناعَ نَهْديكِ .. باللينِ حيناً .. وبالعُنْفِ حيناً ..
بأني خَسِرْتُ الرهانْ ..
وأنّ الحصان الذي كان يحْرثُ أرضَ الكوْكَبِ ..
ملَّ الوُثوبَ .. وملَّ الصهيلا ..
ولكنَّ صدركِ ظلَّ يُقاتِلُ شبراً فشبراً ..
وبراً وبحراً .. إلي أنْ رَماني قتيلا ..
وحاوَلْتُ أن أستريح كَكُلِّ الخُيولِ التي أنْهَكَتْها الحروبْ
أليْسَ له الحقُّ أن يسْتريحَ المُحاربْ ؟
وحاوَلْتُ حذفَ مدينةَ بيروتَ منْ ذكْرياتي
وإلغاءَ كلِّ الشوارِعِ فيها ..
وكُلَّ المَطاعِمِ .. كُلَّ المسارِحِ فيها ..
وحاوَلْتُ أن أتَجَنَّبَ كُلَّ المَقاهي التي عَرَفَتْنا كِليْنا
وتَشْعُرُ بالشَّوْقِ نحوَ كِلينا
وتَحْفَظُ ـ رَغْمَ مرورِ الزّمانِ ـ خُطوطَ يدينا
وحاوَلْتُ نِسيانَ كُلِّ الضواحي الجميلة ما بين صيدا وبينَ جُبيْلَ ،
ونِسْيانَ رائحةِ البُرتُقالِ ، وصوْتِ الجنادبْ
ولكنَّ حُبَّكِ مازال يرْفُضُ كلَّ الحلولْ
ويَقتَحمَ النفسَ في آخرِ الليلِ ، مثْلَ صغيرِ المراكبْ ..
كَتَبْتُ خطاباً طويلاً لبيروتَ ..
أعْلَمْتُها فيه ، أني اتَّخّذْتُ قراري
وسَلَّمْتُ مفتاحَ بيتي إليها .. ومفتاحَ داري ..
وأعْطيتُ دوري لغيري
وأعْلنْتُ أني استقَلْتُ منَ المسرحيةْ
وودَّعْتُ وَجْهَ حبيبي المصوَّرَ فوْقَ قُماشِ الصَّواري
وفوْقَ الرِّمال ، وفوْقَ المحار
وقُلْتُ وداعاً :
أيا ورْدَةَ الليلِ ، يا دفْتَرَ الحلْم ، يا خاتَمَ الشمسِ ،
يا بَحْرُ ، يا شِعْرُ ، يا أبْجديّةْ
وداعاً لكلِّ الحبيباتِ في رأسِ بيروتَ .. والأشْرفيَّةْ ..
شَرَحْتُ لبيروتَ
أن ثلاثينَ عاماً منَ العشقِ تكفي ..
ولكنها اعتذرَتْ عنْ قُبولِ اعتذاري





اسمها

هُنـاكَ .. بَعْـضُ أَحْرُفِ
تَصْحَبُنـي كَمُصْحَفـي

أَهَـذهِ جُنَيْـنَةٌ ؟
تُورِقُ تَحْـتَ مِعْطفـي

ففي الضُّحى .. وفي الدجى
وفي الأَصابيـحِ .. وفي ..

ما صَيْحَةُ العُصْفورِ .. مـا
تنَهُّـداتُ المِعْـزَفِ ..

يا سَحْبَـةً منْ نغَـمٍ
تومِـضُ ثُمَّ تَخْتَفـي

يَمُـرُّ ، نَيْسـاناً ، علي
شـوْقي .. علي تَلَهُّفـي

ويلْتـوي سِلْكَ حريـرٍ
بـارِعِ التَّـعَطُّف

يَنْقِلُـني مِنْ رَفْـرَفٍ ..
مُخْضَوْضِرٍ .. لرَفْـرَفِ ..

أنـا الذي يعـومُ في
جُـرْح هوىً لمْ يَنْشَـفِ

اسْـمُكِ .. لا .. عَفْـوَكِ
أنْـتِ فـوْقَ أنْ تُعرَّفي ..



اسمها

اسْمُها في فمي .. بُكـاءُ النوافيرِ
رحيلُ الشذا .. حُقولُ الشَّقيقِ

حُزْمَةٌ مِنْ تَوَجُّـعِ الرَّصْدِ .. رَفٌّ
مِنْ سُـنون يَهِمُّ بالتَّحْليـقِ

كَنهورِ الفيـروزِ يَهْدُرُ في روحي
ويَنْسابُ في شعوري العميـقِ

كَلُهاثِ الكرومِ ، كالنَّشْوَةِ الشَّقْراءِ
غامَـتْ علي فَـمِ الإبْـريقِ

كَمُرورِ العُطـورِ مُبْتَـلَّةَ الريشِ
علي كـلِّ مُنْحـني ومَضيقِ ..

كحريرِ النَّهْدِ المُهَـزْهِزِ .. فيهِ
عَلَّقَ اللهث قَطْـرةً مِنْ عَقيقِ ..

كقطيعٍ مِنَ المواويـلِ .. حَطَّـتْ
في ذُري موْطنـي الأنيقِ الأنيقِ

اسْمها .. رَكْضَةُ النبيذِ بأعْصـابي
وزَحْفَ السـرورِ ، طيَّ عُروقي

شَفَتي ، كالمزارعِ الخُضْـرِ ، إنْ مرَّ
كنيْسانَ ، كالربيـعِ الوريـقِ

أحْرُفٌ خَمْسَةٌ ، كأَوْتـار عـودٍ
كترانيـمِ مَعْبَـدٍ إغْريقي ..

أحْرُفٌ خَمْسَةٌ ، أشَفُّ منَ الضَّـوْءِ
وأشْـهي من نَكْهةِ التطـويقِ

اسمُكِ الحُلْوُ .. أيُّ دُنيا تُناغينـي
وتَهْدي إلي النُّبوغِ طـريقي !



إشاعات الهوى

أقول أمام الناس : لست حبيبتي
وأعرف في الأعماق كم كُنْتُ كاذبا

وأزعمُ ،أن لا شيءَ يجمع بيننا
لأُبْعِدَ عن نفسي وعنكِ المتاعبا

وأنْفي إشاعاتِ الهوى وَهْيَ حُلْوَةٌ
وأجْعلُ تاريخيَ الجميلَ خرائبا

وأُعْلِنُ في شَكْلٍ غبيِ براءتي
وأَذْبَحُ شَهْواتي ، أُصْبِحُ راهبا

وأقْتُلُ عِطْري عامداً متعمداً
وأَخْرُجُ من جناتِ عينيكِ هاربا

أقومُ بدورٍ مُضحِكٍ يا حبيبتي
وأرجِعُ مـن تمثيلِ دوري خائبا

فلا الليلُ يُخْفي ، لو أرادَ نُجُومَهُ
ولا البحْرُ يُخْفي ، لو أرادَ المراكبا



أشهدُ أن لا امرأة إلا أنتِ

1
أشهدُ أن لا امرأة
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ ..
2
أشهدُ أن لا امرأة
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
3
أشهدُ أن لا امرأة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنتِ ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت
4
أشهدُ أن لا امرأة
تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سُرَّتِها
مركز هذا الكون
أشهدُ أن لا امرأة
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنتِ ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنتِ ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة
اختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي عليَّ
إلا أنتِ ..
5
أشهدُ أن لا امرأة
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنتِ ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنتِ ..
6
أشهدُ أن لا امرأة
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهدُ أن لا امرأة
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني وردا دمشقيا
ونعناعا ، وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شَعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها

لكنها
تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهدُ أن لا امرأة
على محيط خصرها .. تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهدُ أن لا امرأة .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
8
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفولة
أشهدُ أن لا امرأة
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
استقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيلة
9
أشهدُ أن لا امرأة
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهدُ أن لا امرأة
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة .. كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت
10
أشهدُ أن لا امرأة
مارست الحب معي بمنتهى الحضارة
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثارة
أشهدُ أن لا امرأة
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..
إلا أنتٍ ..





أُشْهِرُكِ في وجْه البشاعةِ .. دفتر شعر

1
أُشْهرُكِ في وَجْهِ العالمِ
سيفاً منَ الياسمينْ ..
وأعلنُ انتصاري
أُشْهرُكِ في وَجْهِ الكافرينَ ،
كتاباً مُقدَّساُ
وفي وَجْهِ الأُمّيينَ قصيدةْ ..
وفي وَجْهِ البداوَةِ ، مَمْلَكَةً مِنَ الرُّخامْ
أرْمي جوازَ سَفَري في البَحْرْ ..
وأسميكِ وَطَني ..
أرْمي جميعَ معاجِمي في النارْ
وأسميكِ لُغتي ..
وأغتالُ جميعَ مُلوكِ الطوائفْ
وأسميكِ مليكتي
2
أُشْهِرُكِ في وَجْهِ تَمُّوزَ
وَعْداً بالمَطرْ
وفي وَجْهِ العصافيرِ ..
وَعْداً بالشَّجَرْ
وفي وَجْهِ النَّوارِسِ ..
وَعْداً باللونِ الأزرقْ
وأرافِقُ الأطفالَ في رِحْلَةٍ مدرسيَّة
حولَ نَهْديْكِ ..
ليلْعبوا بِكُراتِ الثلْجِ
ويَصْطادوا البَطَّ المائيَّ
ويُشاهِدوا ـ علي الطبيعَةِ ـ
كُرَوِيَّةَ الأرْضْ ..
3
أُشْهِرُكِ في وَجْهِ الصحراءِ
نَخْلَةْ ..
وفي وَجْهِ الجفافِ سُنبُلَةَ قمْحْ
وفي وَجْهِ الظلام ،
شَمْعِداناً مِنَ الذَّهبْ
وفي وَجْهِ الجائعينَ رغيفَ خُبْزْ
وفي وَجْهِ المُسْتَعْبَدينْ
رايةَ حُرِّيَّةْ ..
حمامةً بيضاءْ
ونافورةَ ماءٍ .. وكتابَ شِعْرْ
4
أُشْهِرُكِ في وَجْهِ البوليسِ العَرَبيِّ
أغْنيةْ ..
وفي وَجْهِ النّفطِ العربيْ
قارورةَ عِطْرْ
وفي وَجْهِ الموْتِ العربيْ
بِشارَةَ وِلادَةْ ..
5
أُعْلِنُ أمام أكلةِ لحوم النساءْ
أنَّكِ حبيبتي
فيرْمونَ أضراسَهُمْ في البَحْرْ
ويَقْلعونَ أظافِرَهُمْ
ويَغْسلونَ الدَمَ عَنْ ثيابِهمْ
ويَدخُلونَ عَصْرَ النّهضةْ ..


أصهارُ الله

ما جاءَ يوماً حاكِمٌ لهذهِ المدينةْ
إلا دعا الناسَ إلي المسْجدِ ..
يومَ الجُمْعَةْ ..
وقال في خطْبتِهِ العَصْماءْ
بأنَّهُ مِنْ أوْلياءِ اللهْ ..
وأصْفياءِ اللهْ ..
وأصْدِقاءِ اللهْ ..
2
ما جاءَ يوماً حاكمٌ
لهذهِ المدينةِ المقهورةِ ،
المَكْسورةِ ،
الحزينَةْ ..
إلا ادّعي ، بأنّهُ المُمَثِّلُ الشَّخْصيُّ ،
والناطِقُ باسم اللهْ ..
فهَلْ مِنَ المَسْموحِ ،
أنْ أسألهُ تعالي ..
هلْ أنتَ قدْ أعْطيتَهُمْ وُكالةً
مَخْتومَةً .. مُوَقَّعةْ ؟ ..
كي يَجْلسوا علي رِقابِ شَعْبِنا
إلي الأبَدْ ..
هلْ أنتَ قدْ أمرْتَهُمْ
أنْ يُخَرِّبوا هذا البَلَدْ ؟
ويَسْحَقونا كالصَّراصيرِ ،
بأمْرِ اللهْ ..
ويضْربونا بالبساطيرِ ،
بأمْرِ اللهْ ..
فإنْ سأَلْتَ حاكِماً منهُمْ
مَنِ الذي ولَّاكَ في الدُنيا علي أمورِنا ؟
قالَ لنا : يا جَهَلَةْ ..
أما عَلِمْتُمْ أنني ..
أصبَحْتُ صِهْرَ اللهْ ؟؟
3
أريدُ أنْ أصْرُخَ : يا اللهْ !
هلْ أنْتَ عَيَّنْتَ وزيرَ المالْ ؟
إذَنْ .. لماذا انفَجَرَ الفَقْرُ ؟
لماذا انفَجَرَ الصَّبْرُ ؟
لماذا ساءَتِ الأحْوالْ ؟
وأصْبَحَ الصَّحْنُ الرئيسيُّ هوَ الزبالةْ ..
وأصْبَحَ العُصْفورُ في بلادِنا ..
لا يَجِدُ النِخالةْ ..
فهَلْ غلاءُ الخُبْزِ ..
شأْنٌ مِنْ شؤونِ اللهْ ؟؟
وهلْ غلاءُ الفولِ ؟ .. والحُمُّصِ ..
والطُّرْشيِّ ..
والجَرْجيرِ ..
شأْنٌ مِنْ شؤون اللهْ ؟ ..
وهل غلاءُ الموتِ ، والأكفانِ ،
شأنٌ مِنْ شؤونِ اللهْ ؟
إذَنْ لماذا يأْكُلُ الكبارُ كافياراً
ونَحْنُ نأكُلُ النِّعالْ ؟
إذَنْ .. لماذا يشْرَبُ الضُّبَّاطُ وسْكيَّاً
ونَحْنُ نَشْرَبُ الأوْحالْ ؟
إذنْ .. لماذا لا يُفَرِّقُ الفقيرُ في بلادِنا
بينَ رغيفِ الخُبْزِ .. والهلالْ ..
إذَنْ .. لماذا في بُطونِ أمَّهاتِهِمْ
يَنْتَحِرُ الأطفالْ ؟ ..
4
أريدُ أنْ أسألهُ تعالي
هلْ أنْتَ قدْ عَلَّمْتَهُمْ
أنْ يَجْعلوا مِنْ جِلْدنا طُبولْ ؟
ويغسلوا دماغنا ..
ويَسْتَبوا نِساءَنا ..
ويَرْكَبونا بَدَلَ الحميرِ والخُيولْ ..
أريدُ أنْ أسألهُ تعالي
هلْ أنتَ قدْ أمَرْتَهُمْ ،
أنْ يَكْسروا عظامَنا ..
ويَكْسروا أقلامَنا ..
ويَقْتلوا الفاعِلَ والمَفْعولْ
ويَمْنَعوا الأزهارَ أنْ تنبُتَ في الحُقولْ ؟؟
5
أريدُ أن أسْأَلَ :
يا اللهْ ..
هلْ أنْتَ قدْ أعْطَيْتَهُمْ
شيكاً علي بياضْ ؟
ليَشْتروا فرسايَ .. والمَمْلَكَةَ المُتَّحِدةْ
ويَشْتروا بابلَ .. والحدائقَ المُعَلَّقَةْ
ويَشْتَروا الصَّحافَةَ المُرْتَزَقَةْ ..
هلْ أنْتَ قدْ أعْطَيْتَهُمْ شيكاً علي بياضْ ؟
ليَشْتروا التاجَ البريطانيَّ .. والقُصورْ ..
ويَشْتَروا النساءَ في الأقْفاصِ ، كالطُيورْ ..
والقَمَرَ الأخْضَرَ في سماءِ نيسابورْ ؟؟
أريدُ أنْ أسْأل : يا اللهْ ..
هلْ أنْتَ قدْ صاهَرْتَهُمْ حقاً ؟ ..
وهلْ منْ قاتلٍ لِشَعْبِهِ
يُصْبِحُ صِهْرَ اللهْ ؟؟





أعظم أعمالي

إذا سألوني عن أهم قصيدة
سكبت بها نفسي ، وعمري ، وآمالي
كتبت بخط فارسي مذهب
على كل نجم : أنت أعظم أعمالي ..


الأغارسون

أَقَطَعْتِها .. أُرْجوحَةَ الرَّصْدِ ؟
وَفَجَعْتِني بأَعَزِّ ما عِنْدي

كَيْفَ اجْترَأْتِ علي جِدَارِ شَذاً
فَهَدَمْتِهِ وَصَدَمْتِ لي سَعْدي

وَكَسَرْتِ نَوْلاً كانَ يَلْمِزُني
زَمَنَ الشِّتاءِ بِمُرْسَلٍ جَعْدِ

وَحَصَدْتِ شَعْرَكِ .. وَهْوَ زَرْعُ يَدي
وَعَصَيْتِني .. وَكَفَرْتِ بالعَهْدِ

وَحَرَمْتِني ضِحْكاتُ مِرْوَحَةٍ
يا طالمَا شَهِقَتْ على زِنْدي

سَكَتَتْ مُطِلَّاتُ العبيرِ .. فلا
نَجْداً ضَمَمْتُ ولا صَبَا نَجْدِ

هذا سِتاري المِخْمَلِيُّ هَوَى
فَفَجيعَتي فيهِ بلا بُعْدِ

سَقْفي .. وَبُسْتاني .. وَمِدْفأَتي
وَفَراشيَ المَجْدولُ مِنْ وَرْدِ

وَمِظَلَّتي السَّوْداءَ .. كَمْ حَجَبَتْ
عنِّي الشُّموسَ وَهَدْهَدَتْ وَجْدي

عامانِ أُسْقينَةُ وَأُطْعِمُةُ
وَأَذُرْهُ .. يا ضَيْعَةَ الجَهْدِ

وَأَلُمُّ بالشَّفَتَيْنِ عَتْمَتَهُ
وَأُريحُ فَوْقَ سَوادِهِ خَدِّي

أَنا كَمْ عَقَدْتُ عَلَيْةِ أَشْرِطَتي
وَفَرَشْتُهُ لَيْلاً على كَبِدي

وَسَبَلْتُهُ .. وَجَدَلْتُ مِخْمَلَهُ
وَكَحَلْتُهُ بِمَكاحِلِ السُّهْدِ

حتَّى إذا انْدَفَعَتْ غَدَائِرُهُ
نَهْراً مِنَ الكافورِ و الرَّنْدِ

عَصَفْتِ المِقَصَّ بِهِ .. فَمَزَّقْتِهِ
وَتَكَسَّرَتْ قارورَةُ الشَّهدِ

بَلْهاءُ .. شَاحِبَةُ الجَبينِ
تُرَى أَطْفَأْتِ ثَأْرَكِ مِنْهُ .. فَأْعْتَدِّي

حَلَّ الشِّتاءُ بِكُلِّ زاوِيَةٍ
فالثَّلْجُ عِنْدَ مَفَاتِقِ النَّهْدِ

لا تَكْشِفي العُنُقَ الغُلامَ ..
فلا عَاشَتْ جِراحُ الْلَوْزِ مِنْ بَعْدي

لا تَقْربيني .. أَنْتِ مَيِّتَةٌ
إِنَّ السَّوَالِفَ مَجْدُها مَجْدي



أغتصب العالم بالكلمات

أغتصب العالم بالكلمات ..
أغتصب اللغة الأم .. النحو .. الصرف .. الأفعال .. الأسماء
أجتاح بكارات الأشياء
وأشكل لغة أخرى ..
فيا سر النار ، وسر الماء
وأضيء الزمن الآتي ..
أوقف في عينيك الوقت ..
وأمحو الخط الفاصل بين اللحظة والسنوات ..


اغضب

اغضب كما تشاءُ ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا ..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ .. مهما لنا أساؤوا ..
اغضب!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
اغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ ..
كنْ عاصفاً .. كُنْ ممطراً ..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
اغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ ..
يملؤهُ الغرورُ ..
وكيفَ من صغارها ..
تنتقمُ الطيورُ ؟
اذهب ..
إذا يوماً مللتَ منّي ..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني ..
أما أنا فإني ..
سأكتفي بدمعي وحزني ..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
اذهبْ ..
إذا أتعبكَ البقاءُ ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني ..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ ..
وأنتَ .. عندي الأرضُ والسماءُ ..
اغضب كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ .. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ ..





إفادة في محكمة الشعر


مرحبـاً يا عـراقُ، جئتُ أغنّيـكَ
وبعـضٌ مـن الغنـاءِ بكـاءُ


مرحبـاً، مرحبـاً .. أتعرفُ وجهـاً
حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ ؟


أكـلَ الحبُّ مـن حشاشةِ قلبـي
والبقـايا تقاسمتـها النسـاءُ


كـلُّ أحبـابي القـدامى نسَـوني
لا نُـوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ


فالشِّفـاهُ المطيّبـاتُ ، رمـادٌ
وخيـامُ الهـوى رماها الـهواءُ


سكـنَ الحـزنُ كالعصـافيرِ قلبـي
فالأسـى خمرةٌ ، وقلبي الإنـاءُ


أنـا جـرحٌ يمشي على قـدميهِ
وخيـولي ، قـد هـدَّها الإعياءُ


فجـراحُ الحسينِ بعـضُ جراحي
وبصـدري مِـنَ الأسى كربـلاءُ


وأنا الحـزنُ من زمـانٍ صديـقي
وقليـلٌ في عصرنـا الأصـدقاءُ


مرحبـاً يا عـراقُ،كيفَ العباءاتُ
وكيـفَ المهـا .. وكيفَ الظباءُ ؟


مرحبـاً يا عـراقُ .. هل نسيَتني
بعـدَ طـولِ السنينِ سامـرّاءُ ؟


مرحبـاً يا جسورُ يا نـخلُ يا نهرُ
وأهـلاً يا عشـبُ .. يا أفيـاءُ


كيـفَ أحبابُنا على ضفـةِ النـهرِ
وكيـفَ البسـاطُ والنـدماءُ ؟


كـان عنـدي هـنـا أميرةُ حـبٍّ
ثم ضـاعت أميرتي الحسـناءُ


أينَ وجـهٌ في الأعظميّـةِ حلـوٌ
لـو رأتهُ تغـارُ منهُ السـماءُ ؟


إننـي السندبـادُ .. مزّقهُ البحـرُ
و عـينـا حـبيبتـي المـينـاءُ


مضـغَ المـوجُ مركبي .. وجبينـي
ثقبتـهُ العواصـفُ الهـوجـاءُ


إنَّ في داخـلي عصوراً من الحـــزنِ
فهـل لي إلى العـراقِ التجـاءُ ؟


وأنـا العاشـقُ الكبيرُ .. ولكـن
ليـس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ


يا حزيـرانُ ، ما الـذي فعلَ الشعرُ ؟
ومـا الـذي أعطـى لنا الشعراءُ ؟


الـدواوينُ في يدينـا طـروحٌ
والتعـابيرُ كـلُّها إنـشـاءُ


كـلَّ عـامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ
وعـلينـا العمـائمُ الخضـراءُ


ونهـزُّ الـرؤوسَ مثل الدراويشِ
.. و بالنـار تكتـوي سـيناءُ


كـلَّ عـامٍ نأتي .. فهـذا جريرٌ
يتغنّـى .. وهـذهِ الخـنساءُ


لـمْ نزَل، لـمْ نزَل نمصمصُ قشراً
وفلسـطـينُ خضّبتها الـدماءُ


يا حُـزيرانُ .. أنـتَ أكـبـرُ منّـا
وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـنـاءُ


لـوْ مَلَكْـنـا بقيّـةً من إبـاءٍ
لانتخـينا .. لكـننا جـبناءُ


يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلنـا
ومـن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ


نصـفُ أشعـارنا نقوشٌ ومـاذا
ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ ؟


المقامـاتُ لعبـةٌ .. والحـريريُّ
حشـيشٌ .. والغولُ والعـنقاءُ


ذبحتنـا الفسيـفساءُ عصـوراً
والـدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ


نـرفضُ الشـعرَ كيمياءً وسـحراً
قتلتنـا القصيـدةُ الكيـميـاءُ


نـرفضُ الشـعرَ مسرحاً ملكيـاً
من كراسيـهِ يحـرمُ البسـطاءُ


نـرفضُ الشعـرَ أن يكونَ حصانـاً
يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـويـاءُ


نـرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورمـوزاً
كيف تستـطيعُ أن ترى الظلماءُ ؟


نـرفضُ الشعـرَ أرنبـاً خشـبيّاً
لا طمـوحٌ لـهُ ولا أهـواءُ


نـرفضُ العاطلينَ في قهوةِ الشـعر
دخـانٌ أيّامـهـم .. وارتخـاءُ


شـعرُنا اليـومَ يحفرُ الشمسَ حفـراً
بيـديهِ .. فكـلُّ شـيءٍ مُـضـاءُ


شـعرنا اليـومَ هجمـةٌ واكتشـافٌ
لا خطـوطٌ كوفيّـةً ، وحِـداءُ


كـلُّ شـعرٍ معـاصرٍ ليـسَ فيهِ
غضـبُ العصـرِ ، نملةٌ عـرجاءُ


مـا هـوَ الشعرُ ، إن غـدا بهلواناً
يتسـلّى برقـصـهِ الخُـلفاءُ


مـا هـو الشعرُ .. حينَ يصبحُ فأراً
كِسـرةُ الخبزِ ـ هَمُّهُ ـ والغِـذاءُ


وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقـاً
يسـتوي الفكرُ عنـدها والحذاءُ


يُصـلبُ الأنبيـاءُ من أجـل رأيٍ
فلمـاذا لا يصـلبَ الشعـراءُ ؟


الفـدائيُّ وحـدهُ .. يكتبُ الشـعرَ
و كـلُّ الـذي كتبنـا هـراءُ


إنّـهُ الكـاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِ
ونـحـنُ الحُـجَّـابُ والأجـراءُ


عنـدما تَبْـدأُ البنـادقُ بالعـزفِ
تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ


مـالنا ؟ مالنـا نلـومُ حـزيرانَ
و فـي الإثـمِ كـلُّنـا شـركاءُ ؟


مـن هُـم الأبرياءُ ؟ نحـنُ جميـعاً
حـامـلو عـارهِ ولا اسـتثنـاءُ


عقـلُنا، فكـرُنا، هزالُ أغانينا
رؤانـا، أقـوالُـنا الجـوفـاءُ


نثرُنا، شـعرُنا، جرائدُنا الصفراءُ
والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ


البطـولاتُ موقـفٌ مسـرحيٌّ
ووجـوهُ الممثلـيـنَ طـلاءُ


وفلسـطينُ بينهـم كمـزادٍ
كـلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ


وحـدويّون! والبـلادُ شـظايا
كـلُّ جـزءٍ من لحمها أجـزاءُ


ماركسـيّونَ ! والجـماهيرُ تشقى
فلمـاذا لا يشبـعُ الفقـراءُ ؟


قرشـيّونَ ! لـو رأتهـم قريـشٌ
لاستـجارت مـن رملِها البيـداءُ


لا يمـينٌ يجيـرُنا أو يسـارٌ
تحتَ حـدِّ السكينِ نحنُ سـواءُ


لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القـدسُ
وضاعت من قبـلها " الحمـراءُ" ..


يا فلسـطينُ، لا تزالينَ عطـشـى
وعلى الزيتِ نـامتِ الصحـراءُ


العبـاءاتُ .. كلُّهـا من حـريـرٍ
واللـيـالي رخيصـةٌ حمـراءُ


يا فلسـطينُ ، لا تنـادي عليهم
قـد تسـاوى الأمواتُ والأحياءُ


قتـلَ النفطُ ما بهـم من سجـايا
ولقـد يقتـلُ الثـريَّ الثـراءُ


يا فلسـطينُ، لا تنـادي قريشاً
فقـريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ


لا تنـادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ
لا تنـادي .. لم يبـقَ إلا النساءُ


ذروةُ المـوتِ أن تمـوتَ المروءاتُ
ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ


مـرَّ عامـانِ والغـزاةُ مقيمـونَ
و تاريـخُ أمـتي .. أشـلاءُ


مـرَّ عامانِ .. والمسـيـحُ أسـيرٌ
في يديهـم .. و مـريمُ العـذراءُ


مـرَّ عامـانِ .. والمـآذنُ تبكـي
و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ


أيُّهـا الراكعونَ في معبدِ الحرفِ
كـفانـا الـدوارُ والإغـماءُ


مزِّقـوا جُبَّـةَ الـدراويشِ عـنكم
واخلعوا الـصوفَ أيُّها الأتقياءُ


اتركـوا أوليـاءَنا بسـلامٍ
أيُّ أرضٍ أعادهـا الأوليـاءُ ؟


في فـمي يا عـراقُ .. مـاءٌ كـثـيرٌ
كيفَ يشـكو من كانَ في فيهِ ماءُ ؟


زعمـوا أننـي طـعنتُ بـلادي
وأنـا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفـاءُ


أيريـدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي ؟
لا جـدارٌ أنـا و لا ببـغاءُ!


أنـا حريَّتي .. فـإن سـرقوها
تسـقطِ الأرضُ كلُّهـا والسماءُ


مـا احترفتُ النِّفاقَ يومـاً وشعري
مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ


كـلُّ حـرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً
عـربيّـاً، يشـعُّ منهُ الضـياءُ


وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّ
وكـثـيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ


كـم أُعـاني ممـا كتبـتُ عـذاباً
ويعـاني في شـرقنا الشـرفاءُ


وجـعُ الحرفِ رائعٌ .. لـوَ تشكو
للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ ؟


كـلُّ من قـاتلوا بحرفٍ شجـاعٍ
ثـم ماتـوا .. فإنـهم شهداءُ


لا تعاقـب يا ربِّ من رجمـوني
واعـفُ عنهم ، إنّـهم جهلاءُ


إن حبّـي للأرضِ حـبٌّ بصيـرٌ
وهواهـم عـواطـفٌ عمياءُ


إن أكُـن قـد كويتُ لحـمَ بلادي
فمـن الكيِّ قـد يجـيءُ الشفاءُ


من بحـارِ الأسى، وليـلِ اليتامى
تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ


ويطـلُّ الفـداءُ شمـساً عـلينـا
ما عسـانا نكونُ .. لـولا الفداءُ


من جـراحِ المناضليـنَ .. وُلدنـا
ومنَ الجـرحِ تـولدُ الكـبرياءُ


قبلَهُـم، لم يكن هـنـاكَ قبـلٌ
ابتـداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا


هبطـوا فوقَ أرضـنـا أنبيـاءً
بعـد أن مـاتَ عندنا الأنبياءُ


أنقـذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحـوا
فأضـاءت وجوهُنـا السوداءُ


منحـونا إلى الحـيـاةِ جـوازاً
لـم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ


أصـدقاءُ الحـروفِ لا تعذلوني
إن تفجّـرتُ أيُّهـا الأصـدقاءُ


إننـي أخـزنُ الرعودَ بصـدري
مثلمـا يخزنُ الرعـودَ الشتاءُ


أنا مـا جئـتُ كي أكونَ خطيبـاً
فبـلادي أضاعَـها الخُـطبـاءُ


إننـي رافـضٌ زمانـي وعصـري
ومـن الـرفضِ تولـدُ الأشـياءُ


أصدقـائي .. حكيتُ ما لـيسَ يُحكى
و شـفيعي .. طـفـولتي والنـقاءُ


إننـي قـادمٌ إليـكـم .. وقلـبي
فـوقَ كـفّـي حمامـةٌ بيضـاءُ


افْهمـوني .. فمـا أنـا غـيرُ طـفلٍ
فـوقَ عينيـهِ يسـتحمُّ المـساءُ


أنـا لا أعـرفُ ازدواجيّـةَ الفكـرِ
فنفسـي .. بحـيرةٌ زرقـاءُ


لبـلادي شعري .. ولستُ أبـالي
رفضـتهُ أم باركتـهُ السـماءُ ..





الافتتاحية


إلى امْرأةٍ لا تُعادْ
تُسَمَّى .. مدينةَ حُزْني
إلى مَنْ تُسافِرُ مِثْلَ السفينَةِ في ماءِ عَيْني
وتَدْخُلُ وَقْتَ الكتابَةِ
ما بَيْنَ صَوْتي وبَيْني
أُقَدِّمُ مَوْتي إلَيْكِ .. على شَكْلِ شِعْرٍ
فكَيْف تَظُنّينَ أنِّي أُغَنّي ؟






أفيقي


أفيقي .. مِنَ الليْـلَةِ الشَّـاعِـلَهْ
ورُدِّي عَبـاءتَكِ المائِـلَهْ


أفيقي .. فإنَّ الصَّبـاحَ المُـطِلَّ
سَيَفْضَحُ شَهْـوَتَكِ السَّـافِلَهْ


مُغامرَةَ النَّهْـدِ .. رُدي الغِـطاءَ
علـي الصَّـدْرِ والحَلَمَةِ الآكِلَهْ


وأيْـنَ ثيـابُكِ بَعْثَرْتِهـا
لدَيَّ سـاعَةَ الْلَذَّةِ الهـائلهْ


كفـاكِ فَحيحـاً بِصَدْرِ السـريرْ
كمـا تَنْفُـخُ الحيَّةُ الصائلَهْ


أفيقي فقَـدْ مـرَّ ليلُ الجُنـونْ
وأقْبَـلَتِ السَّـاعَةُ العاقِلَـهْ


هُـوَ الطِّينُ .. ليسَ لطيـنٍ بقاءٌ
ولذَّاتُهُ وَمْضَـةٌ زائلـهْ ..


لقـدْ غَمَرَ الفَجْـرُ نَهْديْكِ ضـوْءاً
فعـودي إلي أمِّـكِ الغافِلَـهْ


ستَمْضي الشُّهورُ .. ويَنمو الجَنينُ
ويَفْضَـحُكِ الطِّفْـلُ والقابِلَهْ ..





أقدم اعتذاري


أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهارِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اشهر اشعار الشاعر نزار قباني............
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعر الذي تحدى نزار قباني يهنئ الرئيس مرسي بقصيدة رائعة...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كفرالزيات :: المنتدى العلمي :: منتدى الادب والشعر والكتب-
انتقل الى: